تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٧٣
* (ولو أنهم رضوا) * جواب * (لو) * محذوف، تقديره: ولو أنهم رضوا * (ما) * أعطاهم * (الله ورسوله) * من الغنيمة والصدقة وطابت به نفوسهم * (وقالوا) * مع ذلك: * (حسبنا الله) * سيعطينا * (الله من فضله) * وإنعامه * (ورسوله إنا إلى الله) * في أن يوسع علينا من فضله ل‍ * (راغبون) * لكان خيرا لهم.
* (إنما الصدقات للفقراء والمسكين والعملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم (60)) * * (إنما) * لقصر * (الصدقات) * على هذه الأصناف الثمانية، وأنها مختصة بها لا تتجاوزها إلى غيرها، ونحوه: إنما السخاء لحاتم، أي: ليس لغيره، ويحتمل أن تصرف إلى بعضها، وعن حذيفة وابن عباس وغيرهما من الصحابة أنهم قالوا: في أي صنف منها وضعتها أجزأك (1)، وهو مذهبنا (2)، و " الفقراء " هم: المتعففون الذين لا يسألون * (والمسكين) * الذين يسألون، وقيل بالعكس (3)، والأول أصح، وقيل: الفقير: الذي لا شئ له، والمسكين: الذي له بلغة من العيش لا تكفيه (4)، وقيل بالعكس (5)، * (والعملين عليها) * هم السعاة الذين يقبضونها

(١) انظر تفسير الطبري: ج ٦ ص ٤٠٤ ح ١٦٩٠٢ و ١٦٩٠٣ و ١٦٩٠٧، وتفسير القرطبي: ج ٨ ص ١٦٨ وزاد: وقال به من التابعين جماعة.
(٢) راجع الخلاف للشيخ الطوسي: ج ٢ ص ١٥٤ مسألة ١٩٦.
(٣) رواه أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله). راجع التبيان: ج ٥ ص ٢٤٣.
(٤) وهو قول الشيخ الطوسي وابن البراج وابن حمزة وابن إدريس، وبه قال الأصمعي وأحمد ابن حنبل وأحد قولي الشافعي وأكثر أصحابه وأحمد بن عبيد وحكاه الطحاوي عن الكوفيين. انظر الجمل والعقود للشيخ الطوسي: ص ١٠٣، ومختلف الشيعة للعلامة: ج ٣ ص ١٩٨، وتفسير القرطبي: ج ٨ ص ١٦٩.
(٥) وهو قول الشيخ المفيد وابن الجنيد وسلار، وبه قال أبو حنيفة ويونس بن حبيب وابن السكيت وابن قتيبة والقتبي. انظر المقنعة للشيخ المفيد: ص ٢٤١، ومختلف الشيعة للعلامة:
ج ٣ ص ١٩٨ عن ابن الجنيد، وتفسير القرطبي: ج ٨ ص ١٦٨.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»