تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٤
لمن غلب في الحجاج: مبهوت، وفي قوله: * (ولا هم ينظرون) * تذكير بإنظاره وإمهاله إياهم، أي: لا يمهلون بعد طول الإمهال.
* (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون (41) قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون (42) أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون (43) بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون (44) قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون (45)) * ثم سلى سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله) عن استهزائهم به بأن له في الأنبياء قبله أسوة، وأنه يحل بهم وبال استهزائهم كما حل بأولئك.
* (من الرحمن) * أي: من بأس الرحمن وعذابه، والكلاءة: الحفظ، بل هم * (معرضون) * عن ذكر ربهم لا يخطرونه ببالهم فضلا عن أن يخافوا بأسه، والمراد:
أنه أمر بسؤالهم عن الكالئ، ثم بين أنهم لا يصلحون لذلك، لإعراضهم عن ذكر من يكلؤهم. ثم أضرب عن ذلك لما في * (أم) * من معنى " بل "، وقال: * (أم لهم آلهة تمنعهم من) * العذاب تتجاوز منعنا وحفظنا، ثم استأنف وبين أن ما ليس بقادر على نصر نفسه ومنعها، ولا بمصحوب من الله بالنصر كيف يمنع غيره وينصره؟!
ثم قال: * (بل) * ما هم فيه من الكلاءة إنما هو منا أمهلناهم ومتعناهم بالحياة الدنيا كما متعنا * (آباءهم حتى طال عليهم) * الأمد، فظنوا أنهم لا ينزع عنهم ثوب الأمن والطمأنينة.
* (أفلا يرون أنا) * ننقص أرض الكفر بتسليط المسلمين عليها وإظهارهم على
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»