تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥١٧
وما جعلنا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع * (وما بينهما) * من أنواع الخلائق للهو واللعب، وإنما سويناها للفوائد الدينية والحكم الإلهية. * (لأتخذنه من لدنا) * أي: من جهة قدرتنا، واللهو: الولد، وقيل: المرأة (1)، وقيل: * (من لدنا) * أي: من الملائكة لا من الإنس (2)، وهو رد لولادة المسيح وعزير، بل إضراب عن اتخاذ اللهو، كأنه قال: سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب. * (بل) * من موجب حكمتنا أن نغلب اللهو بالجد وندحض الباطل * (بالحق) *، واستعار لذلك القذف والدفع تصويرا لإبطاله به ومحقه، فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلا قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه، ثم قال: * (ولكم الويل مما تصفون) * به مما لا يجوز عليه.
* (ومن عنده) * هم الملائكة، يعني: أنهم منزلون منه منزلة المقربين عند الملوك، لشرفهم على الخلق وكرامتهم عليه * (ولا يستحسرون) * أي: لا يعيون ولا يملون. * (يسبحون) * أي: ينزهون الله تعالى عما لا يليق بصفاته على الدوام في * (الليل والنهار) * لا يضعفون عنه.
* (أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون (21) لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما يصفون (22) لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون (23) أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهنكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون (24) وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (25) وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (27) يعلم ما بين

(١) قاله ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد. راجع تفسير التبيان: ج ٧ ص ٢٣٦.
(٢) قاله ابن جريج. راجع تفسير القرطبي: ج ١١ ص ٢٧٦.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»