تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٠
ب‍ " الوزر ": العقوبة لما فيها من الثقل والصعوبة تشبيها بالحمل الثقيل الذي يفدح حامله، أو: لأنها جزاء الوزر الذي هو الإثم * (خالدين) * حمل على معنى * (من) * ووحد الضمير في * (أعرض) * حملا على اللفظ * (فيه) * أي: في ذلك الوزر أو في احتماله * (وساء) * حكمه حكم " بئس "، وفيه ضمير مبهم يفسره * (حملا) *، والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر الذي تقدم ذكره عليه، تقديره: وساء حملا وزرهم، ونحوه: * (وساءت مصيرا) * (1) جهنم، و * (لهم) * للبيان، مثله في * (هيت لك) * (2).
وقرأ أبو عمرو: " ننفخ " بالنون (3)، وقيل في " الزرق ": إن المراد: العمى (4)، وقيل: العطاش (5) يظهر في عيونهم كالزرقة (6)، وقيل: زرق العيون: سود الوجوه (7).
* (يتخافتون) * أي: يتسارون * (بينهم) * يقول بعضهم لبعض: ما * (لبثتم إلا) * عشر ليال، وإنما تخافتوا لما اعتراهم من الرعب والهول، استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لاستطالتهم في الآخرة، أو مدة لبثهم في القبور.
و * (أمثلهم طريقة) * أوفرهم عقلا وأصوبهم رأيا عند نفسه، ونحوه: * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * (8).
* (ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا (105) فيذرها قاعا

(١) النساء: ٩٧ و ١١٥.
(٢) يوسف: ٢٣.
(٣) انظر كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٤٢٤.
(٤) ذهب إليه الفراء في معاني القرآن: ج ٢ ص ١٩١.
(٥) العطاش: داء يصيب الإنسان يشرب الماء فلا يروى. (الصحاح: مادة عطش).
(٦) وهو قول الأزهري في تهذيب اللغة: ج ٨ ص ٤٢٨ مادة " زرق ".
(٧) قاله الضحاك ومقاتل. راجع تفسير الرازي: ج ٢٢ ص ١١٤.
(٨) الكهف: ١٩.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»