تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا (60)) * * (الذين زعمتم من دونه) * هم الملائكة، وقيل: عيسى وعزير (1)، وقيل: نفر من الجن عبدهم قوم من العرب ثم أسلم الجن (2)، والمعنى: ادعوهم فإنهم لا يقدرون على أن يكشفوا * (عنكم) * الضر * (ولا) * أن يحولوه عنكم إلى غيركم.
* (أولئك) * مبتدأ وخبره * (يبتغون) * يعني: أن آلهتهم يبتغون * (الوسيلة) * وهي القربة * (إلى) * الله عز وجل، و * (أيهم) * بدل من واو * (يبتغون) *، و " أي " اسم موصول، أي: يبتغي من هو * (أقرب) * منهم الوسيلة إلى الله فكيف غير الأقرب!
أو ضمن * (يبتغون) * معنى يحرصون، أي: يحرصون أيهم يكون أقرب إلى الله، وذلك بأن يزيدوا في الطاعة والخير * (ويرجون... ويخافون) * كغيرهم فكيف تدعونهم آلهة!
* (إلا نحن مهلكوها) * بالموت * (أو معذبوها) * بالقتل وأنواع العذاب، وقيل:
الهلاك للصالحة والعذاب للطالحة (3)، و * (الكتاب) *: اللوح المحفوظ، استعار سبحانه المنع لترك إرسال الآيات من أجل صارف الحكمة.
و * (أن) * الأولى منصوبة الموضع والثانية مرفوعة، والمعنى: ولم يمنعنا إرسال * (الآيات إلا) * تكذيب الأولين، يريد الآيات التي اقترحوها من إحياء الموتى وأن يحول الصفا ذهبا وغير ذلك، وقد حكم الله تعالى في الأمم: أن من كذب بالآية المقترحة عوجل بعذاب الاستئصال، وقد علم سبحانه أنه لو أرسل هذه

(١) قاله ابن عباس ومجاهد والحسن. راجع تفسير البغوي: ج ٣ ص ١٢٠.
(٢) وهو قول ابن مسعود. راجع تفسير الماوردي: ج ٣ ص ٢٥٠.
(٣) قاله مقاتل. راجع تفسير الرازي: ج ٢٠ ص ٢٣٣.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»