تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٣٣
المرجع، ليعلم أن الأمر كذلك فيخاف ويرجى.
* (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين (57) قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (58) قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحللا قل أألله أذن لكم أم على الله تفترون (59) وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيمة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون (60)) * أي: قد جاءكم كتاب جامع لهذه الفوائد من: * (موعظة) * وتنبيه على التوحيد * (وشفاء) * أي: دواء * (لما في الصدور) * من العقائد الفاسدة * (وهدى) * أي: دلالة تؤدي إلى الحق * (ورحمة) * لمن آمن به وعمل بما فيه. الأصل: * (قل بفضل الله وبرحمته) * فليفرحوا * (فبذلك فليفرحوا) * (1)، والتكرير للتأكيد والتقرير، وإيجاب اختصاص الفضل والرحمة بالفرح دون ما عداهما من فوائد الدنيا، وأحد الفعلين حذف لدلالة الآخر عليه، ودخلت الفاء لمعنى الشرط، أي: إن فرحوا بشئ فليخصوهما بالفرح فإنه لا مفروح به أحق منهما، وقرئ: " فلتفرحوا " بالتاء (2) على الأصل والقياس، وقيل: فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن (3).

(١) ليس في بعض النسخ: " فبذلك فليفرحوا ".
(٢) قرأه أبي وعثمان والسلمي وأنس يزيد بن القعقاع وابن عامر والحسن ورويس وهلال بن يساف والأعمش وعمرو بن قائد والعباس بن الفضل الأنصاري وقتادة وأبو رجاء وابن هرمز وابن سيرين وأجازها الفراء ونسبها إلى زيد بن ثابت، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله). راجع التبيان:
ج ٥ ص ٣٩٥
، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٥٧٠، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ٥ ص ١٧٢.
(٣) وهو قول ابن عباس وأبي سعيد الخدري والحسن وقتادة ومجاهد. راجع تفسير الحسن البصري: ج ٢ ص ٧، والتبيان: ج ٥ ص ٣٩٧.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»