تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٧٠٣
جهنم (1)، فلتكن منكم على ذكر لتحذروا أن تكونوا منهم.
* (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (146) والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعملهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) * (147) * (سأصرف) * المتكبرين * (عن آياتي) * بالطبع على قلوبهم وخذلانهم فلا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
وفي الحديث: " إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت عنها هيبة الإسلام، وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي " (2).
وقيل: معناه: سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون في إبطال آية موسى فأبى الله إلا علو أمره (3) * (بغير الحق) * فيه وجهان: أحدهما: أن يكون حالا أي: يتكبرون غير محقين، لأن التكبر بالحق لله وحده، والآخر: أن يكون صلة للتكبر أي: يتكبرون بما ليس بحق (4) * (وإن يروا كل آية) * من الآيات المنزلة عليهم * (لا يؤمنوا بها) *، * (ذلك) * رفع أو نصب (5)، أي: ذلك الصرف بسبب

(١) قاله الحسن ومجاهد. راجع تفسير الحسن البصري: ج ١ ص ٣٨٨، وتفسير الماوردي:
ج ٢ ص ٢٦١، وزاد المسير لابن الجوزي: ج ٣ ص ٢٦٠، وفتح القدير للشوكاني: ج ٢ ص ٢٤٧، والدر المنثور للسيوطي: ج ٣ ص ٥٦٢.
(٢) الكشاف: ج ٢ ص ١٥٨، الدر المنثور: ج ٣ ص ١٢٧، اتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج ٤ ص ٥١٥.
(٣) قاله البلخي. راجع التبيان: ج ٤ ص ٥٤٣.
(٤) انظر الكشاف: ج ٢ ص ١٥٩.
(٥) لمزيد من التفصيل راجع الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 360.
(٧٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 ... » »»