تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٧١
* (تتخذون من سهولها قصورا) * أي: تبنونها من سهولة الأرض بما تعملون منها من اللبن والآجر * (وتنحتون الجبال بيوتا) * تسكنونها في الشتاء، و * (بيوتا) * نصب على الحال كما يقال: خط هذا الثوب قميصا، وهي من الحال المقدرة (1) لأن الجبل لا يكون بيتا في حال النحت، ولا الثوب قميصا في حال الخياطة (2) * (فاذكروا آلاء الله) * أي: نعمه عليكم بما أعطاكم من القوة والتمكن في الأرض * (ولا تعثوا) * أي: ولا تبالغوا في الفساد.
* (قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صلحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كفرون (76) فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يصلح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين (77) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين (78) فتولى عنهم وقال يقوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) * (79) قرأ ابن عامر (3) " وقال الملا " بإثبات الواو (4)، و * (الذين استكبروا) * أي:

(١) الحال المقدرة: حال لم يكن صاحبه متلبسا به في حال الإخبار، بل يقدر وقوعه نحو " صائدا " في مثل " جاء زيد معه صقر صائدا به غدا "، ومنه * (فادخلوها خلدين) * و * (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) *. انظر مغني اللبيب: ص ٦٠٥ - ٦٠٦.
(٢) انظر تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٣٢٧.
(٣) هو عبد الله بن عامر اليحصبي، إليه انتهت مشيخة الإقراء بالشام، وأحد القراء السبعة، كان عالما متقنا، روى عنه القراءة عرضا يحيى بن الحارث الزماري، وأخوه عبد الرحمن بن عامر وخلاد بن يزيد وغيرهم، تولى إمامة الجامع بدمشق وائتم به الخليفة عمر بن عبد العزيز، توفي سنة ١١٨ ه‍. (تاريخ الاسلام للذهبي: ج ٢ ص ٢٦٦، الأعلام للزركلي: ج ٤ ص ٩٥).
(٤) راجع التبيان: ج ٤ ص ٤٥١ وقال: وكذلك في مصاحف أهل الشام، وتفسير البغوي:
ج ٢ ص ١٧٤
، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 284، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 421.
(٦٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 666 667 668 669 670 671 672 673 674 675 676 ... » »»