تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٦١
اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون) * (51) * (أفيضوا علينا) * فيه دليل على أن الجنة فوق النار (1) * (أو مما رزقكم الله) * من الأطعمة والفواكه (2) * (قالوا إن الله حرمهما) * حرم شراب الجنة وطعامها * (على الكافرين الذين اتخذوا دينهم) * الذي كان يلزمهم التدين به * (لهوا ولعبا) * فحرموا ما شاءوا واستحلوا ما شاءوا * (فاليوم ننساهم) * أي: نعاملهم معاملة المنسي في النار فلا نجيب لهم دعوة ولا نرحم لهم عبرة * (كما نسوا لقاء يومهم هذا) * فلم يخطروه ببالهم ولم يهتموا به، و * (ما) * في الموضعين مصدرية، والتقدير: كنسيانهم وكونهم جاحدين * (بآياتنا) *.
* (ولقد جئنهم بكتب فصلنه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون) * (53) * (بكتب) * يعني: القرآن * (على علم) * أي: عالمين، كيف نفصل أحكامه ومواعظه وجميع معانيه حتى جاء قيما غير ذي عوج، و * (هدى ورحمة) * حال من الهاء في * (فصلنه) * كما أن * (على علم) * حال من " نا " في * (فصلنه) * (3)،

(١) وهو قول الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ١٠٨.
(٢) قال الزجاج: فأعلم الله عز وجل أن ابن آدم غير مستغن عن الطعام والشراب وإن كان معذبا. معاني القرآن: ج ٢ ص ٣٤٤.
(٣) انظر إعراب القرآن للنحاس: ج ٢ ص ٤١٧، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 308.
(٦٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 ... » »»