تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٤٠
ما أنزل إليكم) * من القرآن والوحي * (ولا تتبعوا من دونه) * الضمير ل‍ * (ما أنزل) * أي: ولا تتبعوا من دون دين الله دين * (أولياء) * كم، أو ل‍ * (ربكم) * أي: ولا تتبعوا من دون الله أولياء، أي: ولا تتولوا من دونه من شياطين الإنس والجن فيحملوكم على الأهواء والبدع ويضلوكم عن دين الله وعما أمركم باتباعه، وعن الحسن:
يا بن آدم أمرت باتباع كتاب الله وسنة نبيه، والله ما أنزلت آية إلا ويجب أن تعلم فيما أنزلت وما معناها (1)، * (قليلا ما تذكرون) * أي: " تتذكرون " فأدغم (2)، وقرئ:
* (تذكرون) * خفيفة الذال بحذف التاء، وقرئ: " يتذكرون " بياء وتاء (3) أي:
يتذكرون تذكرا قليلا حيث يتركون دين الله ويتبعون غيره.
* (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بيتا أو هم قائلون (4) فما كان دعويهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين) * (5) سورة الأعراف / 5 - 8 * (فجاءها) * أي: فجاء أهلها * (بأسنا) * أي: عذابنا * (بيتا) * مصدر وضع موضع الحال أي: بائتين أو قائلين، ويجوز أن لا يقدر حذف المضاف في القرية ويكون الضمير في * (أهلكناها) * للقرية، لأن القرية تهلك كما يهلك أهلها، فلا حاجة بنا إلى الإضمار (4)، وقوله: * (أو هم قائلون) * لم يحتج فيه إلى الواو، لأن

(١) حكاه عنه الزمخشري في كشافه: ج ٢ ص ٨٦.
(٢) لا يخفى أن المصنف (قدس سره) قد اعتمد في تفسيره هذا على نسخة مصحف ليست على " قراءة عاصم برواية حفص " وهي القراءة المشهورة في بلاد الشام والعراق وبعض الجزيرة العربية، وهنا في نسخة مصحفه " ما تذكرون " فقال بعدها: أي تتذكرون فادغم. وتجدر الإشارة إلى أن " ما تذكرون " بتشديد الذال هي قراءة عاصم برواية أبي بكر.
(٣) وهي قراءة ابن عامر. راجع التبيان: ج ٤ ص ٣٤٣، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٤٨، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٧٨، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤١٧.
(٤) انظر تفصيل ذلك في الكشاف: ج ٢ ص ٨٧، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 268 - 269.
(٦٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 635 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 ... » »»