تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٧٦
طريق الهدى، يعني: أنكم كذلك * (قل إني على بينة من ربى) * أي: إني من معرفة من ربي، وأنه لا معبود سواه على حجة واضحة * (وكذبتم به) * أنتم حيث أشركتم به غيره، وإذا كان الشئ ثابتا عندك ببرهان قاطع قلت: أنا على يقين منه وعلى بينة منه، وقيل: معناه: على حجة من جهة ربي وهو القرآن (1) * (وكذبتم به) * أي:
بالبينة، وذكر الضمير على تأويل القرآن، * (ما عندي ما تستعجلون به) * يعني:
العذاب الذي استعجلوه في قولهم: * (فأمطر علينا حجارة من السماء) * (2)، * (إن الحكم إلا لله) * في تأخير عذابكم، يقضي * (الحق) * أي: القضاء الحق في كل ما يقضي من التأخير والتعجيل * (وهو خير الفصلين) * أي: القاضين، وقرئ:
* (يقص الحق) * أي: يتبع الحق والحكمة فيما يحكم به ويقدره، من قولهم: قص أثره * (قل لو أن عندي) * أي: في قدرتي * (ما تستعجلون به) * من العذاب * (لقضى الامر بيني وبينكم) * لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي.
* (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتب مبين (59) وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون) * (60) سورة الأنعام / 59 - 61 ال‍ * (مفاتح) * جمع مفتح وهو المفتاح، وجعل سبحانه للغيب مفاتح على طريق الاستعارة، لأن بالمفاتح (3) يتوصل إلى ما في المخازن المغلقة، أراد أنه هو المتوصل إلى جميع المغيبات بذاته وحده، لا يتوصل إليها سواه كما يتوصل إلى

(١) حكاه الزمخشري في كشافه: ج ٢ ص ٣٠.
(٢) الأنفال: ٣٢.
(3) في نسخة: بالمفتاح.
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»