تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٩٤
وتحيره في أمره وسخط أبيه ولم يندم ندم التائبين، وروي أنه لما قتله اسود جسده وكان أبيض، فسأله آدم عن أخيه؟ فقال: ما كنت عليه وكيلا، فقال: بل قتلته ولذلك اسود جلدك (1).
* (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) * (32) سورة المائدة / 32 و 33 * (من أجل ذلك) * أي: بسبب ذلك وبعلته، وأصله من أجل عليهم شرا أي:
جناه، فإذا قلت: من أجلك فعلت كذا، فكأنك أردت من أن جنيت فعله وأوجبته فعلت، ويدل عليه قولهم: من جراك، و * (ذلك) * إشارة إلى القتل المذكور، و * (من) * لابتداء الغاية أي: ابتدأ كتبنا على بني إسرائيل من أجل ذلك، وقرئ:
" من أجل ذلك " بكسر الهمزة (2) ثم خففت الهمزة وكسرت النون بإلقاء كسرة الهمزة عليها * (أنه من قتل نفسا بغير نفس) * أي: بغير قتل نفس بمعنى بغير قود * (أو فساد في الأرض) * أو بغير فساد في الأرض وهو الحرب لله ورسوله وإخافة السبل * (فكأنما قتل الناس جميعا) * أي: فكأنه (3) قصد لقتلهم جميعا إذ قتل أخاهم وصار الناس كلهم خصماءه في قتل تلك النفس * (ومن أحياها) * بأن استنقذها من غرق أو حرق أو هدم ونحوها، أو أخرجها من ضلال إلى هدى * (فكأنما أحيا الناس جميعا) * يأجره الله على ذلك أجر من أحياهم بأسرهم،

(١) رواها الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ٦٢٦.
(٢) قرأه أبو جعفر المدني. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 38.
(3) في نسخة: فكأنما.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»