تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٧٥
* (ورضيت لكم الأسلم دينا) * أي: اخترته لك من بين الأديان، وآذنتكم بأنه الدين المرضي عندي، واتصل قوله: * (فمن اضطر في مخمصة) * بذكر المحرمات، وقوله: * (ذلكم فسق) * وما بعده اعتراض أكد به معنى التحريم، لأن تحريم هذه الخبائث من جملة الدين الكامل والإسلام المرضي، والمعنى: فمن اضطر إلى الميتة أو غيرها في مجاعة * (غير متجانف لاثم) * أي: غير منحرف نحو قوله: * (غير باغ ولاعاد) * (1)، * (فإن الله غفور رحيم) * لا يؤاخذه بذلك.
* (يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب) * (4) * (ماذا) * مبتدأ و * (أحل لهم) * خبره، أي: أي شئ أحل لهم من المطاعم؟
كأنهم حين تلي عليهم المآكل المحرمة (2) سألوا عما أحل لهم منها، ولم يقل: ماذا أحل لنا حكاية لما قالوه، لأن * (يسئلونك) * بلفظ الغيبة، وهذا كما تقول: أقسم زيد ليفعلن، ولو قيل: لأفعلن وأحل لنا لجاز * (قل أحل لكم الطيبات) * وهو كل ما لم يأت تحريمه في الكتاب والسنة * (وما علمتم من الجوارح) * عطف على * (الطيبات) * أي: وصيد ما علمتم فحذف المضاف، أو يجعل * (ما) * شرطية وجوابها (3) * (فكلوا مما أمسكن عليكم) * والجوارح: هي الكواسب من الكلاب عند (4) أئمة الهدى (عليهم السلام) (5).

(١) البقرة: ١٧٣.
(٢) في نسخة: المحرمات.
(٣) في نسخة: جوابه.
(٤) في نسخة: وعن.
(٥) انظر التبيان: ج ٣ ص ٤٣٩.
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»