تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤١٩
الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا) * (77) * (كفوا أيديكم) * أي: كفوها عن القتال، وكان المسلمون بمكة مكفوفين عن قتال الكفار وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم فيه * (فلما كتب عليهم القتال) * بالمدينة كره فريق منهم ذلك خوفا من القتل والإخطار بالروح * (كخشية الله) * إضافة للمصدر إلى المفعول ومحل الكاف النصب على الحال من الضمير في * (يخشون) * أي: يخشون الناس مثل أهل خشية الله، بمعنى مشبهين لأهل خشية الله * (أو أشد خشية) * من أهل خشية الله، وليس التقدير: يخشون خشية مثل خشية الله، لأن * (أشد خشية) * معطوف عليه، ولا تقول: خشي فلان أشد خشية فتنصب * (خشية) * وأنت تريد المصدر، وإنما تقول: أشد خشية بالجر، وإذا نصبتها كان أشد حالا من الفاعل * (لولا أخرتنا إلى أجل قريب) * استمهال إلى وقت آخر فأعلمهم سبحانه أن ما يستمتع به من منافع * (الدنيا قليل) *، * (ولا تظلمون فتيلا) * أي: لا تبخسون أدنى شئ من أجوركم على مشاق المقاتلة فلا ترغبوا عنها.
* (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا (78) ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا) * (79)
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»