تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤١٤
قيل: نزلت في شأن الزبير (1) وحاطب بن أبي بلتعة (2)، فإنهما اختصما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شراج (3) من الحرة كانا يسقيان بها النخل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك " فغضب حاطب وقال: لأن كان ابن عمتك، فتغير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: " اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك " (4) كان قد أشار على الزبير برأي فيه السعة له ولخصمه، فلما أحفظ رسول الله استوعب للزبير حقه في صريح الحكم.
* (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا (66) وإذا لاتينهم من لدنا أجرا عظيما (67) ولهديناهم صرا طا مستقيما) * (68) سورة النساء / 66 - 70 أي: * (ولو) * أوجبنا * (عليهم) * مثل ما أوجبنا على بني إسرائيل من قتلهم أنفسهم * (أو) * خروجهم * (من) * ديارهم * (ما فعلوه إلا) * ناس * (قليل منهم) * وهذا

(١) هو الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي، أمه صفية عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أسلم وله ١٢ سنة، شهد بدرا واحدا، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم نكث بيعته وخرج عليه مع طلحة وعائشة يوم الجمل، وقد قتل فيها، قتله ابن جرموز غيلة بوادي السباع قرب البصرة.
(تهذيب التهذيب: ج ٣ ص ٣١٨، الأعلام للزركلي: ج ٣ ص ٤٣، معجم رجال الحديث للخوئي: ج ٧ ص ٢١٦).
(٢) هو حاطب بن عمرو بن عمير اللخمي، وكان حليفا للزبير بن العوام، وكان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية، وهو الذي أرسله النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المقوقس ملك الإسكندرية، توفي في خلافة عثمان سنة ثلاثين للهجرة. (أسد الغابة: ج ١ ص ٣٦٠، الإصابة في تمييز الصحابة: ج ١ ص ٣٠٠).
(٣) الشرج: مسيل الماء من الحرة إلى السهل، والجمع شراج وشروج. (الصحاح: مادة شرج).
(٤) قاله عبد الله بن الزبير وعروة وأم سلمة، وذهب إليه عمر بن شبة والواقدي وروي عن الباقر (عليه السلام). راجع التبيان: ج ٣ ص ٢٤٥، وتفسير الماوردي: ج 1 ص 503.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»