تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٧٣
* (ولا تؤتوا السفهاء أموا لكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا (5) وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموا لهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموا لهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا) * (6) أي: ولا تعطوا (1) * (السفهاء) * وهم الذين ينفقون الأموال فيما لا ينبغي من النساء والصبيان والمبذرين * (أموا لكم التي جعل الله لكم قيما) * تقومون بها وتنتعشون فكأنها قيامكم وانتعاشكم، وقوام الشئ وقيامه وقيمه: ما يقيمه، وقرئ: " قيما " (2)، * (وارزقوهم فيها) * واجعلوا أموالكم مكانا لرزقهم وكسوتهم إن كانوا ممن يلزمكم نفقته، وهذا أمر لكل أحد أن لا يخرج ماله إلى سفيه يعلم أنه يضعه فيما لا ينبغي ويفسده، رجلا كان أو امرأة، قريبا كان أو أجنبيا * (وقولوا لهم قولا معروفا) * أي: تلطفوا لهم في القول، وكل ما أحبته النفوس لحسنه عقلا أو (3) شرعا من قول أو عمل فهو معروف وما أنكرته لقبحه فهو منكر * (وابتلوا اليتامى) * واختبروا عقولهم قبل البلوغ حتى إذا تبينتم (4) منهم رشدا دفعتم إليهم أموالهم من غير تأخير عن حد البلوغ، وبلوغ * (النكاح) * هو أن يحتلم لأنه يصلح للنكاح عنده أو يبلغ خمس عشرة سنة أو ينبت * (فإن آنستم منهم رشدا) * أي:

(١) في نسخة: تؤتوا.
(٢) قرأه ابن عباس ونافع وابن عامر. راجع التبيان: ج ٣ ص ١١٢، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 226، وكتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 371، والعنوان في القراءات لابن خلف: ص 83، والبحر المحيط لأبي حيان: ج 3 ص 170.
(3) في بعض النسخ بدل " أو ": واو.
(4) في بعض النسخ: آنستم.
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»