تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣١٧
الأرض وإلى الله ترجع) * أمورهم وقع المظهر موقع المضمر ليكون أفخم في الذكر * (كنتم خير أمة) * معناه: وجدتم خير أمة، لأن " كان " عبارة عن وجود الشئ في زمان ماض ولا دليل فيه على العدم السابق ولا على الانقطاع الطاري (1) (2)، وقيل: كنتم في علم الله خير أمة أو كنتم في الأمم قبلكم مذكورين بأنكم خير أمة موصوفين به (3) * (أخرجت) * أظهرت * (للناس) * وقوله: * (تأمرون) * كلام مستأنف بين به كونهم خير أمة كما يقال: زيد كريم يطعم الناس ويكسوهم ويحسن إليهم (4) * (ولو آمن أهل الكتاب) * بالنبي وبما جاء به * (لكان) * ذلك الإيمان * (خيرا لهم) * في الدنيا والآخرة * (منهم المؤمنون) * كعبد الله بن سلام وأصحابه من اليهود والنجاشي وأصحابه من النصارى * (وأكثرهم الفاسقون) * المتمردون في الكفر.
* (لن يضروكم إلا أذى وإن يقتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون (111) ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * (112) هذا تثبيت لمن أسلم من اليهود ووعد لهم بأنهم المنصورون، فإنهم كانوا يؤذونهم بالتوبيخ والتهديد وغير ذلك، فقال سبحانه: إنهم * (لن يضروكم إلا) *

(١) في نسخة: اللاحق.
(٢) يظهر من كلامه (قدس سره) أنه يذهب إلى أن " كان " هنا تامة، أي: حدثتم أو وجدتم خير أمة، ف‍ * (خير أمة) * على هذا حال. كما هو اختيار الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ٤٠٠.
(٣) حكاه الزجاج في معاني القرآن: ج 1 ص 456.
(4) انظر الكشاف: ج 1 ص 400.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»