تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣١٤
مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) * (103) سورة آل عمران / 104 - 106 * (اتقوا الله حق تقاته) * أي: واجب تقواه وهو القيام بالواجبات واجتناب المحرمات، وعن الصادق (عليه السلام): " هو أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر " (1) ونحوه قوله: * (فاتقوا الله ما استطعتم) * (2) أي: بالغوا في التقوى حتى لا تتركوا من المستطاع منها شيئا * (ولا تموتن) * أي: لا تكونن على حال سوى حال الإسلام إذا أدرككم الموت، كما تقول لمن تستعين به على القتال: لا تأتني إلا وأنت على فرس، فلا تنهاه عن الإتيان ولكنك تنهاه عن خلاف الحال التي ذكرتها في وقت الإتيان * (واعتصموا بحبل الله جميعا) * أي: واجتمعوا على التمسك بعهد الله على عباده وهو الإيمان والطاعة أو بالقرآن، قال الصادق (عليه السلام):
" نحن حبل الله " (3) * (ولا تفرقوا) * أي: لا تتفرقوا عن الحق بالاختلاف بينكم كما اختلف اليهود والنصارى، وكانوا في الجاهلية متعادين قد تطاولت الحروب بين الأوس والخزرج مائة وعشرين سنة إلى أن ألف الله بين قلوبهم بالنبي (صلى الله عليه وآله) * (فأصبحتم بنعمته إخوانا) * متواصلين متحابين * (وكنتم على شفا حفرة) * على حرف حفرة * (من) * نار جهنم قد أشفيتم على أن تقعوا فيها لما كنتم عليه من الكفر * (فأنقذكم منها) * بالإسلام * (كذلك) * أي: مثل ذلك البيان * (يبين الله لكم آياته) *

(١) رواها العياشي في تفسيره: ج ١ ص ١٩٤ ح ١٢٠.
(٢) التغابن: ١٦.
(3) رواه الشيخ في أماليه: ج 1 ص 278، والعياشي في تفسيره: ج 1 ص 194 ح 123 عن أبي جعفر (عليه السلام).
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»