تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٢١
* (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير) * (234) هو على تقدير حذف المضاف، تقديره: * (و) * أزواج * (الذين يتوفون منكم) *:
* (يتربصن) *، وقيل: معناه: والذين يتوفون منكم أي: يقبضون ويموتون ويتركون أزواجا يتربصن بعدهم كقولهم: السمن منوان بدرهم أي: منوان منه (1)، ومعنى * (يتربصن بأنفسهن) *: يعتددن هذه المدة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام، وقيل:
عشرا ذهابا إلى الليالي والأيام داخلة معها (2)، ولا يستعمل التذكير فيه على إرادة الأيام، يقال: صمت عشرا * (فإذا بلغن أجلهن) * فإذا انقضت عدتهن * (فلا جناح عليكم) * أيها الأولياء أو الأئمة * (فيما فعلن في أنفسهن) * من التعريض للخطاب * (بالمعروف) * بالوجه الذي لا ينكره الشرع، وهذه الآية ناسخة للآية المتأخرة عنها الواردة في عدة المتوفى عنها زوجها وإن كانت مقدمة عليها في التلاوة.
* (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) * (235)

(١) قاله الأخفش في معاني القرآن: ج ١ ص ٣٧٢، وحكاه القرطبي في تفسيره: ج ٣ ص ١٧٤ ونسبه إلى أبي علي الفارسي، وقال الفراء في معاني القرآن: ج 1 ص 150: فذلك جائز إذا ذكرت أسماء ثم ذكرت أسماء مضافة إليها فيها معنى الخبر أن تترك الأول ويكون الخبر عن المضاف إليه، فهذا من ذلك.
(2) قاله سعيد بن المسيب وأبو العالية. راجع تفسير الماوردي: ج 1 ص 302.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»