تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٩١
* (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) * (195) * (وأنفقوا) * من أموالكم في الجهاد وأبواب البر * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * أي: الهلاك، والباء مزيدة كما يقال للمنقاد: أعطى بيده، بزيادة الباء، والمعنى: ولا تقبضوا التهلكة أيديكم (1) أي: لا تجعلوها آخذة بأيديكم مالكة لكم، وقيل: معناه ولا تلقوا أنفسكم إلى التهلكة بأيديكم بأن تتركوا الإنفاق في سبيل الله فيغلب عليكم العدو كما يقال: فلان أهلك نفسه بيده (2)، وقيل: هو نهي عن الإسراف في النفقة (3) * (وأحسنوا) * أمر بالاقتصاد * (إن الله يحب المحسنين) * أي: المقتصدين.
* (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب) * (196) * (وأتموا الحج والعمرة) * أي: ايتوا بالحج والعمرة تامين كاملين بشرائطهما وأركانهما ومناسكهما * (لله) * أي: لوجه الله خالصا وأقيموهما إلى آخر ما فيهما،

(١) في نسخة: بأيديكم.
(٢) قاله ابن عباس ومقاتل. راجع تفسير السمرقندي: ج ١ ص ١٩٠.
(٣) قاله الجبائي كما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٢ ص ١٥٢، والمصنف في مجمع البيان:
ج 1 - 2 ص 289.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»