تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٥٥
المضاف إليه كقولك رأيت وجه هند قائمة، والحنيف المائل عن كل دين إلى دين الحق * (وما كان من المشركين) * تعريض بأهل الكتاب وغيرهم، لأن كلا منهم يدعي اتباع ملة إبراهيم وهو على الشرك.
* (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) * (136) * (قولوا) * خطاب للمسلمين، أمرهم الله سبحانه بإظهار ما تدينوا به على الشرح، فبدأ بالإيمان * (بالله) * لأنه أول الواجبات، وثنى بالإيمان بالقرآن والكتب المنزلة على الأنبياء المذكورين * (والأسباط) * حفدة يعقوب وذراري أبنائه الاثني عشر، جمع السبط: وهو الحافد، وكان الحسن والحسين (عليهما السلام) سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (لا نفرق بين أحد منهم) * لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى، و * (أحد) * في معنى الجماعة ولذلك صح دخول * (بين) * عليه.
* (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (137) صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون) * (138) * (فإن آمنوا) * أي: إن آمن هؤلاء الكفار * (بمثل ما آمنتم به) * أي: مثل إيمانكم بالله وكتبه ورسله، والباء مزيدة، و * (ما) * مصدرية * (فقد اهتدوا) * أي: فقد سلكوا طريق الهداية * (وإن تولوا) * عما تقولون لهم ولم ينصفوا، أو تولوا عن الدخول في مثل إيمانكم * (فإنما هم في شقاق) * أي: مناواة ومعاندة لا غير، وليسوا من طلب الحق في شئ * (فسيكفيكهم الله) * هذا ضمان من الله لإظهار
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»