الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٦٤
وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما يعملون سورة القصص مكية. وهى ثمان وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم طسم. تلك آيات الكتاب المبين. نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا
____________________
فالله عالم به غير غافل عنه، لأن الغفلة والسهو لا يجوزان على عالم الذات وهو من وراء جزاء العاملين. قرئ يعملون بالتاء والياء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، ويخرج من قبره وهو ينادى لا إله إلا الله ".
سورة القصص مكية. وهى ثمان وثمانون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (من نبأ موسى وفرعون) مفعول نتلو أي نتلو عليك بعض خبرهما (بالحق) محقين كقوله - تنبت بالدهن - (لقوم يؤمنون) لمن سبق في علمنا أنه يؤمن، لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم (إن فرعون) جملة مستأنفة كالتفسير للمجمل كأن قائلا قال: وكيف كان نبؤهما؟ فقال: (إن فرعون علا في الأرض) يعنى أرض مملكته قد طغى فيها وجاوز الحد في الظلم والعسف (شيعا) فرقا يشيعونه على ما يزيد ويطيعونه لا يملك أحد منهم أن يلوى عنقه، قال الأعشى:
(١٦٤)
مفاتيح البحث: سورة القصص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»