الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ٢١٧
قيل: يجعلون أصابعهم في أذانهم من شدة صوت الرعد وانقضاض قطعة نار معها (قوله من الاتساعات في اللغة) فالقرينة في أصابعهم عقلية وفى أيديكم لفظية: أعني المرافق وفى أيديهما شرعية (والسباحة) صيغة مبالغة من سبح بمعنى سبح ولا خفاء أن هذه الكنايات لا تناسب هذه القصة والعيمة شدة شهوة اللبن ولفظة من في أمثال ذلك ابتدائية على سبيل العلية فيكون ما بعدها أمرا باعثا على الفعل الذي قبلها فيقال مثلا قعد من الجبن ولا يكون غرضا مطلوبا منه إلا إذا صرح بما يدل على التعليل ظاهرا كقولك ضربته من أجل التأديب بخلاف اللام فإنها وحدها تستعمل في كل منهما (قوله إلا أتت عليه) أي غلبت عليه وأهلكته (قوله فأحرقت نحو النصف) فإن أراد نصفها طولا فذلك يدل على شدة الحدة، وقوله (ثم طفئت) أي بسرعة عطف على أحرقت وثم للاستبعاد، وإن أراد عرضا كان دالا على تلك الشدة وثم طفئت عطف على (سقطت) ودال على سرعة الخمود (قوله وخر موسى صعقا) أي مغشيا عليه غشية كالموت واعتبر فيه معنى الهلاك على سبيل الاستعارة فلذلك فصله (قوله سواء في التصرف) أي مستاويان في أنه يتصرف في كل منهما ويشتق منه ألفاظ كثيرة فلا ينافيه اختلاف عدد تلك الألفاظ يقال صعقه على رأسه وصقع رأسه أي ضرب صوقعته وهو موضع البياض في وسط الرأس
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»