التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٢٧
الدوائر (وارتبتم وغرتكم الأماني) أي شككتم فيما أخبركم به رسولنا وغركم ما كنتم تمنون حتى طمعتم في غير مطمع (حتى جاء امر بالله) في نصرة نبيه والمؤمنين معه وغلبته إياكم (وغركم بالله الغرور) يعني الشيطان وسمي بذلك لكثرة ما يغر الناس. ومن غر غيره مرة واحدة فهو غار. وقرئ بالضم، وهو كل ما غرمن متاع الدنيا - ذكره الزجاج - والغرور بضم الغين المصدر. ثم يقول لهم الملائكة أو المؤمنون (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية) أي ما تفدون به أنفسكم لا يقبل منكم (ولا يؤخذ (من الذين كفروا) الفداء (ومأواكم) أي مقركم وموضعكم الذي تأوون إليه " النار هي مولاكم " أي هي أولى بكم " وبئس المصير " أي بئس المأوى والموضع والمرجع إليه قال لبيد:
قعدت كلا الفرجين تحسب انه * مولى المخافة خلفها وأمامها (1) أي تحسب أن كليهما أولى بالمخافة.
قوله تعالى:
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون (16) إعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون (17) إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم (18) والذين آمنوا بالله

(1) مر في 5 / 142
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»
الفهرست