التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٤٤٠
إلى تفصيل وصفه.
وقوله " فبأي آلاء ربك تتمارى " معناه بأي نعم ربك ترتاب يا بن آدم!
- ذكره قتادة - وإنما قيل بعد تعديد النعم " فبأي آلاء ربك تتمارى " لان النقم التي عددت على من ذكر نعم من الله علينا لما لنا في ذلك من اللطف في الانزجار عن القبيح مع أنه نالهم ما نالهم بكفرهم فبأي نعم ربك أيها المخاطب تتمارى حتى تكون مقارنا لهم في سلوك بعض مسالكهم، أي فما بقيت لك شبهة بعد تلك الأهوال في جحد نعمه.
قوله تعالى:
(هذا نذير من النذر الأولى (56) أزفت الآزفة (57) ليس لها من دون الله كاشفة (58) أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وأنتم سامدون (61) فاسجدوا لله واعبدوا) (62) سبع آيات بلا خلاف.
قوله " هذا نذير " إشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله - في قول قتادة - وقال أبو مالك: هو إشارة إلى القرآن " من النذر الأولي " في صحف إبراهيم وموسى.
يقول الله تعالى " هذا " يعني محمدا " نذير " أي مبين لما ينبغي أن يحاذر منه وما ينبغي ان يرغب فيه بأحسن البيان، وهذه صفة رسل الله عليهم السلام.
والنبي أحسن الناس انذارا وأكرمهم إبلاغا لما امر الله بتبليغه إلى أمته. وقوله " من النذر الأولى " من جملة الرسل الذين بعثهم الله، وإن كان هو آخرهم، كما تقول: هو من بني آدم، وإن كان أحدهم.
وقوله " أزفت الآزفة " معناه دنت القيامة، وهي الدانية. قال النابغة الذبياني
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست