التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٧٦
هي الأمة بعد الأمة تدخل النار. وقوله * (لا مرحبا بهم) * من قول أهل النار، كما قال * (كلما دخلت أمة لعنت أختها) * (1) وقيل هم اتباع الرؤساء في الضلالة قيل لهم لا مرحبا بهم، وهو نصب على المصدر * (قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار) * حكاية ما يردون عليهم من الجواب فإنهم يقولون: بل أنتم لا اتسعت عليكم أماكنكم قدمتموه لنا فبئس القرار الذي استقررنا عليه، وهو مثل قوله " ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " (2) وقرأ حمزة والكسائي وخلف (غساق) - بالتشديد - الباقون بالتخفيف وهما لغتان. وقرأ أبو عمرو وابن كثير * (واخر) * مضمومة الألف على الجمع.
الباقون * (وآخر) * بفتح الألف ممدودة على التوحيد. ومن قرأ على الجمع، فلقوله * (أزواج) * وهما لا ينصرفان، لان (آخر) وزنه افعل واما أخر فلانه معدول عن الألف والام، لأنه لا يستعمل في الجارية الكبرى والمرأة الأخرى إلا بالألف واللام، فلما عدلوه وعرفوه تركوا صرفه مثل (سحر) إذا أردت سحر يوم بعينه تركت صرفه لأنه معدول عن الألف واللام في السحر.
قوله تعالى:
* (قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار (61) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار (62) اتخذناهم

(1) سورة 7 الأعراف آية 37 (2) سورة 33 الأحزاب آية 68
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»
الفهرست