التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٥
وقيل في معنى (طوى) قولان:
أحدهما - قال ابن عباس ومجاهد وابن زيد: هو اسم الوادي.
وقال الحسن: لأنه طوي بالبركة مرتين، فعلى هذا يكون مصدر طويته طوى، وقال عدي بن زيد:
آعاذل ان اللوم في غير كنهه * علي طوى من غيك المتردد (1) وقوله " وأنا اخترتك " اي اصطفيتك " فاستمع لما يوحى " إليك من كلامي واصغ إليه وتثبت " إني انا الله لا إله إلا انا " أي لا إله يستحق العبادة غيري " فاعبدني " خالصا، ولا تشرك في عبادتي أحدا " وأقم الصلاة لذكري " أي لتذكرني فيها بالتسبيح والتعظيم - في قول الحسن ومجاهد - وقيل: معناه لان أذكرك بالمدح والثناء. وقيل المعنى متى ذكرت ان عليك صلاة كنت في وقتها أو فات وقتها، فأقمها. وقرئ - بفتح الراء - قال أبو علي: يحتمل أن يكون قلب الكسرة فتحة مع ياء الإضافة.
ثم اخبر الله تعالى بأن الساعة يعني القيامة " آتية " أي جائية " أكاد أخفيها " معناه أكاد لا أظهرها لاحد - في قول ابن عباس والحسن وقتادة - أي لا أذكرها بأنها آتية، كما قال تعالى " لا تأتيكم إلا بغتة " (2) وقيل " أخفيها " بضم الألف بمعنى أظهرها، وانشد بيتا لامرئ القيس بن عابس الكندي:
فان تدفنوا الداء لانخفه * وإن تبعثوا الحرب لا نقعد (3) فضم النون من نخفه - ذكره أبو عبيدة - قال أنشدنيه أبو الخطاب هكذا، وأنشده

(1) تفسير الطبري 16 / 96 ومجمع البيان 4 / 4 (2) سورة 7 الأعراف آية 186 (3) شرح ديوان امرئ القيس: 77 والطبري 16 / 100 والقرطبي 11 / 182 والشوكاني 3 / 347 وغيرها
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست