التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٦٤
أمضى حقبا (61) فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا (62)) ثلاث آيات بلا خلاف.
قرأ عاصم " لمهلكهم " بفتح الميم. واللام، في رواية أبي بكر عنه. وفي رواية حفص - بفتح الميم وكسر اللام - الباقون بضم الميم وفتح اللام، من فتح الميم واللام جعله مصدرا، لهلك يهلك مهلكا، مثل طلع مطلعا، ومن كسر اللام جعله وقت هلاكهم أو موضع هلاكهم مثل مغرب الشمس. وحكى سيبويه عن العرب: أتت الناقة على مضربها ومنتجها - بالكسر - أي وقت ضرابها ونتاجها. وإن في الف (لمضربا) بفتح الراء أي ضربا جعلها مصدرا ومن ضم الميم وفتح اللام - وهو الاختيار - فلان المصدر من (أفعل) والمكان يجئ على (مفعل) كقوله " أدخلني مدخل صدق " (1) كذلك: أهلكه الله مهلكا. وكل فعل كان على (فعل يفعل) مثل ضرب يضرب فالمصدر مضرب بالفتح، والزمان والمكان (مفعل) بكسر العين، وكل فعل كان مضارعه (يفعل) بالفتح نحو يشرب ويذهب، فهو مفتوح أيضا نحو المشرب والمذهب.
وكل فعل كان على (فعل يفعل) بضم العين في المضارع نحو يدخل ويخرج، فالمصدر والمكان منه بالفتح نحو المدخل والمخرج إلا ما شذ منه نحو المسجد، فإنه من سجد يسجد، وربما جاء في (فعل يفعل) المصدر بالكسر كقوله " إلى الله مرجعكم " (2) أي رجوعكم، ونحو قوله " ويسئلونك عن المحيض " (3) ونحو قوله " وجعلنا النهار معاشا " (4) فهذا مصدر وربما جاء على المعيش مثل المحيض كما قال الشاعر:

(1) وسورة 17 - الاسرى - آية 80 (2) سورة - 5 - المائدة آية 51، 108 (3) سورة 2 - البقرة آية 222 (4) سورة 78 (عم) - النبأ - آية 11
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست