التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٩٩
و (مرج البحرين) معناه خلا بينهما، تقول: مرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى. ثم قال تعالى (وهو الذي خلق من الماء بشرا) يعني من النطفة.
وقيل الماء الذي خلق الله منه آدم بشرا أي انسانا، فجعل ذلك الانسان (نسبا وصهرا) فالنسب ما رجع إلى ولادة قريبة، والصهر خلطة تشبه القرابة. وقيل الصهر المتزوج بنت الرجل أو أخته. وقال الفراء: النسب الذي لا يحل نكاحه، والصهر النسب الذي يحل نكاحه، كبنات العم، وبنات الخال ونحوهما. وقيل: النسب سبعة أصناف ذكرهم الله في (حرمت عليكم أمهاتكم...) إلى قوله (وبنات الأخت).
والصهر خمسة أصناف ذكرهم في (أمهاتكم اللاتي أرضعنكم...) إلى قوله (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) (1) ذكره الضحاك.
وقوله (وكان ربك قديرا) أي قادرا على جميع ما أنعم به عليكم.
ثم اخبر عن الكفار فقال (ويعبدون من دون الله) الأصنام والأوثان التي لا تنفعهم ولا تضرهم، لان العبادة ينبغي أن توجه إلى من يملك النفع والضر مطلقا.
ثم قال (وكان الكافر على ربه ظهيرا) قال الحسن ومجاهد وابن زيد: يظاهر الشيطان على معصية الله. وقيل: (ظهيرا) معناه هينا كالمطرح. والأول هو الوجه.
وقيل: معنى (ظهيرا) معينا.
ووصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، يدل على بطلان فعل الطباع، لأنها موات مثلها. والفعل لا يصح إلا من حي قادر.
قوله تعالى:
(وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا (56) قل ما أسئلكم

(1) سورة 4 النساء آية 22
(٤٩٩)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست