التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٩١
قوله تعالى:
(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5) آية واحدة بلا خلاف.
قرأ أبو جعفر " وربأت ". الباقون (ربت).
خاطب الله تعالى بهذه الآية جميع المكلفين من البشر. فقال لهم " ان كنتم في ريب من البعث " والنشور. والريب أقبح الشك " فانا خلقناكم من تراب " قال الحسن: المعنى خلقنا آدم من تراب الذي هو أصلكم وأنتم نسله. وقال قوم: أراد به جميع الخلق، لأنه إذا أراد خلقهم من نطفة، والنطفة يجعلها الله من الغذاء، والغذاء ينبت من التراب والماء، فكان أصلهم كلهم التراب، ثم أحالهم بالتدريج: إلى النطفة، ثم أحال النطفة علقه، وهي القطعة من الدم جامدة. ثم أحال العلقة مضغة، وهي شبه قطعة من اللحم مضوغة. والمضغة مقدار ما يمضغ من اللحم.
وقوله " مخلقة وغير مخلقة " قال قتادة: تامة الخلق، وغير تامة. وقيل:
مصورة وغير مصورة. وهي السقط - في قول مجاهد -.
(٢٩١)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست