التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢١٥
ابن دجاجة:
من كان أشرك في تفرق مالح * فلبونه جربت معا واغذت الا كنا شرة الذي ضيعتم * كالغصن في غلوائه المتثبت والمعنى لكن هذا كناشرة. وتقول: قام الاشراف للرئيس، إلا العامي الذي لا يلتفت إليه. قال الرماني: وإذا أمر الملائكة بالسجود اقتضى أمن من دونهم داخل معهم، كما أنه إذا أمر الكبراء بالقيام للأمير اقتضى أن الصغار القدر، قد دخلوا معهم.
وقوله " أبى " معناه امتنع " فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك " حكاية عما قال الله تعالى لآدم: إن إبليس عدوك وعدو زوجتك يريد إخراجكما من الجنة، ونسب الاخراج إلى إبليس إذ كان بدعائه واغوائه.
وقوله " فتشقى " قيل: معناه تتعب بأن تأكل من كد يدك وما تكتسبه لنفسك. وقيل: فتشقى على خطاب الواحد، والمعنى فتشقى أنت وزوجك، لان أمرهما في السبب واحد، فاستوى حكمهما لاستوائهما في العلة. وقيل: خص بالشقاء لان الرجل يكد على زوجته.
وقوله " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى " يعني في الجنة ما دمت على طاعتك لي والامتثال لامري وانك " لا تعرى " فيها من الكسوة " وإنك لا تظمأ فيها " اي لا تعطش فيها " ولا تضحى " أي لا يصيبك حر الشمس - وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة - وقال عمر بن أبي ربيعة:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيضحى وأما بالعشي فيخضر (1) أي يخضر من البرد. وقيل: ليس في الجنة شمس إنما فيها نور وضياء. وإنما

(1) ديوانه (دار بيروت) 121 وروايته (يخصر) بدل (يخضر) ومعناها واحد
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست