التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١١٩
أسند الفعل إلى الجذع ومن قرأ - بالتاء - أسنده إلى النخلة. ومن قرأ تساقط أراد من المساقطة. وقرأ أبو حيويه (تسقط عليك). وروي عنه (يسقط) وهو شاذ والمعاني متقاربة. وقال أبو علي: من قرأ (تساقط) عدى (فاعل) كما عدى (يتفاعل) وهو مطاوع (فاعل) قال الشاعر:
تطالعنا خيالات لسلمى * كما يتطالع الدين الغريم (1) وانشد أبو عبيدة:
تخاطأت النبل أحشاءه * وأخر يومي فلم أعجل (2) قال في موضع (أخطأت) كقوله (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا) (3) ومعنى الآية يتواقع عليك رطبا جنيا. والجني المجني (فعيل) بمنى (مفعول) وهو المأخوذ من الثمرة الطرية، اجتناه اجتنا. إذا اقتطعه، قال ابن أخت جذيمة:
هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه (4) وفي نصب (رطب) قولان:
أحدهما - قال المبرد: هو مفعول به، وتقديره هزي بجذع النخلة رطبا تساقط عليك.
وقال غيره: هو نصب على التمييز والعامل فيه تساقط.
وقال أبو علي: يجوز أن يكون نصبا على الحال، وتقديره تساقط عليك ثمر النخلة رطبا، فحذف المضاف الذي هو الثمرة، ونصب رطبا على الحال.
وقيل: لم يكن للنخلة رأس وكان في الشتاء، فجعله الله تعالى آية، وإنما تمنت الموت قبل تلك الحال التي قد علمت أنها من قضاء الله لكراهتها أن يعصى الله بسببها

(1) البيت في مجمع البيان 3 / 507 (2) مر تخريجه في 6 / 472 من هذا الكتاب (3) سورة 4 النساء آية 3 (4) تفسير الطبري 16 / 49
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست