كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٤١٨
الذي يروى عن القمر في كل شهر. وكذلك حديث خراب البلدان كل بلدة بآفة كالغرق والزلزلة والقحط والموت وغير ذلك. والحديث الذي رواه أبو عقال عن أنس في الطواف بالمطر فهو بجميعه باطل لا أصل له. وقال القاري في الموضوعات وأما ما أخرجه الدولابي عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه قال: كان رأس النبي صلى الله عليه وسلم في حجر علي رضي الله عنه وهو يوحى إليه فلما سري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس فردها عليه فصلى وغابت الشمس. فقد قال العلماء إنه حديث موضوع ولم ترد الشمس لأحد وإنما حبست ليوشع بن نون - كذا في الرياض النضرة - إلا أنه ذكره في الشفاء من رواية الطحاوي وبينا وجهه في شرحه على طريق الاستيفاء. وقال ابن الجوزي في شرح المصابيح وأما ما يزاد بعد قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام من نحو وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا دارك دار السلام القصاص وأقول مراده فلا أصل له، أي في كونه حديثا، وإلا فهو كلام صحيح المعنى والمبنى. وقال جماعة من العلماء ما يذكره بعضهم من أن الحسن لم يسمع من علي ولم يرد في خبر ضعيف أنه عليه السلام ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه ولا أمر أحد منهم بفعلها، وكل ما يروى في ذلك صريحا فهو باطل، نعم لبسها وألبسها جمع منهم تشبها بالقوم وتبركا بطريقتهم إذ ورد لبسهم لها مع الصحبة المتصلة إلى كميل بن زياد، وهو قد صحب عليا اتفاقا، وفي بعض الطرق اتصالها بأويس القرني وهو قد اجتمع بعمر وعلي اتفاقا. قلت وكذا ما اشتهر بينهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى عمر وعلي بخرقته لأويس وأنهما سلماها إليه وأنها وصلت إليهم من أويس وهلم جرا فلا أصل له أيضا. وقال ابن أمير حاج وفي ذي الحليفة آبار تسميها العوام آبار علي لزعمهم بأنه قاتل الجن في بعض تلك الآبار، وهو كذب من قائله.
ومن الأحاديث الموضوعة ما ذكره ابن عدي في ترجمة الحسن بن علي بن زكريا
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست