كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٤١٧
وعند أولي الألباب وكل عاقل أديب وفطن لبيب يعرف من ركاكة تلك الألفاظ أنها ليست من كلام المؤيد بالفيض الإلهي في الكشف القدسي بقوله: أنا أفصح العرب والعجم. وأقول لكن ما استند إليه من حديث: أنا أفصح العرب والعجم. قال السيوطي فيه لا يعلم من خرجه ولا إسناده، قال الصغاني وهذا من جنس اعتناء بعض الأغبياء الجهال والعوام الضلال يدعوهم بدعاء تمخيشا وتمشيشا وتمخيثا، ودعائهم في الشدائد بأسماء أصحاب الكهف ودعاء شميخ وغيرهم من الدعوات المجهولة بزعمهم أن هذه من أسماء الله العظام والأدعية المستجابة عند العلام، وأنه من التوراة والإنجيل ولسنا ملتزمين في شريعتنا بتلك الأدعية في الصباح والمساء، ولم يقل بها أحد من العلماء بل وضعها أغبياء الأدباء وسفهاء القصاص لتغرير العوام وجمع الحطام، وقد قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال عليه الصلاة والسلام: إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. ولم يعدها من أئمة الحديث غير الترمذي.
والشيطان في أكثر الأزمان يظهر لتلك السماء تأثيرات ومنافع لأجل غرر الجهال، وربما يكون التلفظ بتلك الأسماء كفرا وليس لنا أن نتكلم بكلام لا يعرف معناه بالعربية، وقد قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) وهو يقول ويدعو: هباشراهيا إذوياء أصباوت، فكن متبعا لهذه الدقيقة فقد ضل بها خلق كثير وقانا الله عن البدع والأهواء والفتنة المدلهمة الظلماء كالليلة السوداء، وكذا الاعتناء بألف اسم واسم واحد يدعون بعض العوام بها ولم يرد فيها خبر ولا أثر عن السلف الصالح وأئمة الهدى، بل بعضها كفر لأن أسماء الله تعالى توقيفية لا يجوز لنا أن ندعو إلا بما ورد في الكتاب والسنة فنقول يا كريم ولا نقول يا سخي ونقول يا عالم ولا نقول يا عاقل. ومن الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا عند أئمة الحديث، وإن ذكره صاحب الإحياء وصاحب قوت القلوب لأن السنة لا تثبت إلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله أو تقريره ومنها الحديث الطويل
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست