كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
المدعى عليه، وزعم الأصيل كما ذكره عياض أن قوله ولكن إلى آخره مدرج من كلام ابن عباس 2164 - لو يعلم الناس ما النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا. رواه مالك وأحمد والشيخان والنسائي عن أبي هريرة به، وتمامه ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا، ورواه أحمد عن أبي سعيد بلفظ لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف، ورواه مسلم عن أبي هريرة لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة، ورواه ابن ماجة عن عائشة لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر لأتوهما ولو حبوا 2165 - لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بليل وحده قال النجم رواه البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عمر، وفي لفظ لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم، وعقدت اللفظ الأول بقولي:
صح حديث عن رسول الله من * يعمل به في السير نال رشده لو يعلم الانسان ما في الوحدة * ما سار راكب بليل وحده 2166 لولا الأمل خاب العمل. هذا ليس بحديث وإنما هو مثل معناه أن الأمل لولا أنه يلقى على الناس ما عمرت الدنيا وتمت الأعمال. والأمل من هذه الحيثية نعمة على الخلق. وعند الإمام أحمد في الزهد عن الحسن قال: كان آدم عليه الصلاة والسلام قبل أن يصيب الخطيئة، أجله بين عينيه وأمله وراء ظهره، فلما أصاب الخطيئة جعل أمله بين عينيه وأجله وراء ظهره، والحكمة فيه أنه حين أهبط إلى دار لا يعمرها هو وذريته إلا بالآمال، ألقيت عليهم لتتم أعمالهم فيستقيم معاشهم. لكن روى الخطيب عن انس: إنما الأمل رحمة من الله لأمتي، لولا الأمل ما أرضعت أم ولدا ولا غرس غارس شجرا.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست