تغليق التعليق - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٩
وقد رأيته علق في تاريخه عن بعض شيوخه شيئا وصرح ز 2 أ بأنه لم يسمعه منه فقال في ترجمة معاوية قال إبراهيم بن موسى فيما حدثوني عنه عن هشام ابن يوسف فذكر خبرا فإن قلت هذا يقتضي أن يكون البخاري مدلسا ولم يصفه أحد بذلك إلا أبو عبد الله بن مندة وذلك مردود عليه قلت لا يلزم من هذا الفعل الاصطلاحي له أن يوصف بالتدليس لأنا قد قدمنا الأسباب الحاملة للبخاري على عدم التصريح بالتحديث في الأحاديث التي علقها حتى لا يسوقها مساق أصل الكتاب فسواء عنده علقها عن شيخه أو شيخ شيخه وسواء عنده كان سمعها من هذا الذي علقه عنه أو سمعها عنه بواسطة ثم إن ((عن)) في عرف المتقدمين محمولة على السماع قبل ظهور المدلسين وكذا لفظة ((قال)) لكنها لم تشتهر اصطلاحا للمدلسين مثل لفظة ((عن)) فحينئذ لا يلزم من استعمال البخاري لها أن يكون مدلسا وقد صرح الخطيب بأن لفظة ((قال)) لا تحمل على السماع إلا إذا عرف من عادة المحدث أنه لا يطلقها إلا فيما سمع وقد قرأت على أحمد بن عمر اللؤلؤي عن يوسف بن عبد الرحمن القضاعي أن يوسف بن يعقوب [بن المجاور] أخبره أن أبو اليمن الكندي أن أبو منصور القزاز أنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو النجيب الأرموي حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني أخبرني محمد بن إدريس الوراق ثنا محمد بن حم [بن ناقب البخاري] ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا محمد بن أبي حاتم قال سئل
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»