شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
وديننا ودينهم واحد، ولكن الأهواء مختلفة (1)، اللهم أصلح هذه الأمة بما أصلحت به أولها، واحفظ (2) في ما بينها، مع أن القوم قد وطئوا بلادكم،، ونعوا عليكم، فجدوا في قتال عدوكم، واستعينوا بالله ربكم، وحافظوا على حرماتكم. ثم جلس.
قال نصر: وخطب عبد الله بن العباس أهل العراق، يومئذ فقال:
الحمد لله رب العالمين، الذي دحا تحتنا سبعا، وسمك (3) فوقنا سبعا، وخلق فيما بينهن خلقا، وأنزل لنا منهن رزقا، ثم جعل كل شئ قدرا يبلى ويفنى غير وجهه الحي القيوم، الذي يحيا ويبقى. إن الله تعالى بعث أنبياء ورسلا، فجعلهم حججا على عباده، عذرا أو نذرا، لا يطاع إلا بعلمه وإذنه، يمن بالطاعة على من يشاء من عباده، ثم يثيب عليها، ويعصى بعلم منه، فيعفو ويغفر بحلمه، لا يقدر قدره، ولا يبلغ شئ مكانه، أحصى كل شئ عددا، وأحاط بكل شئ علما. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام الهدى، والنبي المصطفى، وقد ساقنا قدر الله إلى ما ترون، حتى كان مما اضطرب من حبل هذه الأمة، وانتشر من أمرها، أن معاوية بن أبي سفيان (4)، وجد من طغام الناس أعوانا، على على ابن عم رسول الله وصهره، وأول ذكر صلى معه، بدري، قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مشاهده التي فيها الفضل (5 ومعاوية مشرك، كان يعبد الأصنام، والذي ملك الملك وحده، وبان به وكان أهله 5)، لقد قاتل علي بن أبي طالب مع رسول الله، وهو يقول: صدق الله ورسوله، ومعاوية يقول: كذب الله ورسوله، فعليكم بتقوى الله، والجد والحزم والصبر، والله إنا لنعلم

(1) صفين: (متشتتة) (2) صفين: (واحفظ فيها بنيها).
(3) سمك: رفع.
(4) صفين: (ابن آكلة الأكباد).
(5 - 5) صفين: (ومعاوية وأبو سفيان مشركان يعبدان الأصنام، واعلموا والله الذي ملك الملك وحده، فبان به وكان أهله).
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175