الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
للصلاة في الجماعة وهذا هو الأغلب في معنى انتظار الصلاة ولو قعدت المرأة في مصلى بيتها تنتظر وقت الصلاة الأخرى فتقوم إليها لم يبعد أن تدخل في معنى الحديث لأنها حبست نفسها عن التصرف رغبة في الصلاة وخوفا من أن تكون في شغل يفوتها معه الصلاة ومن هذا المعنى قيل وانتظار الصلاة رباط لأن المرابط يحبس نفسه عن المكاسب والتصرف إرصادا للعدو وملازمة للموضع الذي يخشى فيه طريق العدو وللصلاة في كلام العرب وجوه قال أبو بكر بن الأنباري الصلاة تنقسم في لسان العرب على ثلاثة أقسام تكون الصلاة المعروفة التي فيه الركوع والسجود كما قال تعالى * (فصل لربك وانحر) * [الكوثر 2] قال أبو عمر أنشد نفطويه في هذا المعنى قول الأعشى (يراوح من صلوات الملك * طورا سجودا وطورا جؤارا (1)) والحوار ها هنا الرجوع إلى القيام والقعود ومن هذا قولهم للبكرة تدور على الحور قال بن الأنباري وتكون الصلاة الترحم من الله تعالى قال الله عز وجل " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " [البقرة 157] ومن ذلك قول كعب بن مالك (صلى الإله عليهم من فتية * وسقى عظامهم الغمام المسبل) وقال آخر (صلى على يحيى وأشياعه * رب كريم وشفيع مطاع (2)) ومنه الحديث الذي يروى عن بن أبي أوفى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة آل أبي أوفى فقال اللهم صل على آل أبي أوفى يريد اللهم ارحمهم
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»