ناسخ الحديث ومنسوخه - عمر بن شاهين - الصفحة ١١
(2) - مولده ونشأته سبق وذكرت أن المترجمين لأبي حفص ابن شاهين، أغفلوا جوانب عديدة من حياته الخاصة في حين، انصب اهتمامهم على حياته العلمية، كذكرهم لمصنفاته وشيوخه ومكانته العلمية، وما إلى ذلك. لذا لم يشر إلى تاريخ ولادته إلا قلة منهم، فقد نقل الخطيب في تاريخه عن ابن شاهين قوله في هذا الشأن: (ومولدي وجدته في كتب أبي على ظهر كتاب حدثه بما فيه محمد بن علي بن عبد الله الوراق عن أبي نعيم عن مسعر. فقرأت مولدي على كتابه: ولد ابني عمر في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين).
ونشأ ابن شاهين على طلب العلم والمعرفة، فاستقبل حياته العلمية في مقتبل القرن الرابع الهجري، يقول في هذا الصدد: (وأول ما كتبت الحديث مما عقلته وكتبت بيدي في سنة ثمان وثلاثمائة، وكان لي إحدى عشرة سنة)، وهذا يعني أنه أدرك الأسانيد العالية، وقد سلك منهج عصره في تلقي العلوم، فحفظ القرآن وألم بعلومه وتفسيره، وذلك باعتباره أهم المصادر بالنسبة لطالب العلم، وبل وركيزته الأساسية، ثم حصل حديث أهل بلده، فحفظه وعنى بكتبه ورواته وضبطه، وعنى بإسناده كذلك، فعرف الرجال وموالدهم وتاريخ وفاتهم، ومكانتهم في الجرح والتعديل، كما وقف على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته رضي الله عنهم، وعرف جوانب كثيرة منها، ولعل مؤلفاته الغزيرة في جل تلك العلوم وفي غيرها، خير دليل على ذلك. وكان أبو حفص ابن شاهين محظوظا، إذ وجد في عصر ازدهرت فيه الحركة العلمية، وكثرت خلاله المصنفات، كما برزت في عهده نخبة من جهابذة العلماء، تتلمذ عليهم، وأخذ عنهم مختلف العلوم، في طليعتها: الحديث النبوي وعلومه.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 7 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»