سنن الدارقطني - الدارقطني - ج ٣ - الصفحة ١٩
على نفسها بتسع أواق، كل سنة أوقية، فجاءت إلى عائشة تستعينها، فقالت عائشة: لا ولكن إن شئت عددت لهم ما لهم عدة واحدة، ويكون الولاء لي، فذهبت بريرة إلى أهلها، فذكرت ذلك لهم فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم، فجاءت عائشة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسارتها بما قالت لهم، فقالت عائشة: لا إذن إلا أن يكون الولاء لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما ذاك؟ " فقالت: يا رسول الله أتتني بريرة تستعينني في مكاتبتها، فقلت: لا إن يشاء أهلك أن أعد لهم مالهم عدة واحدة ويكون الولاء لي، فذهبت إليهم فقالوا: لا إلا أن يكون الولاء لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابتاعيها فاعتقيها واشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق "، فاشتريتها فأعتقتها، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى تعلمن بأن من أشترط شرطا ليس في كتاب الله تعالى فإن الشرط باطل وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق وشرط الله أوثق، ما بال رجال منكم يقولون أعتق فلانا والولاء لي، إنما الولاء لمن أعتق "، قالت:
وكان زوجها عبدا، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختار نفسها ولو كان حرا لم يخيرها.
2849 - نا إبراهيم بن حماد، نا محمد بن جوان، نا أبو أحمد الزبيري، نا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه قال: دخلت على عائشة، فقلت لها: يا أم المؤمنين إني كنت لعتبة بن أبي لهب، وإن ابنه وامرأته باعوني واشترطوا ولائي، فمولى من أنا؟ فقالت: يا بني، دخلت على بريرة، وهي مكاتبة، فقالت: اشتريني، فقلت: نعم، فقالت: إن أهلي لا يبيعونني حتى يشترطوا ولائي، قلت: لا حاجة لي فيك، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه، فقال: " وما قالت بريرة؟ " فأخبرته فقال: " اشتريها فأعتقيها، ودعيهم يشترطون ما شاءوا " فاشتريتها فأعتقتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولاء لمن أعتق، ولو اشترطوا مائة مرة ".
2850 - حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، نا بدل بن المحبر، نا عبد السلام بن عجلان، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث، عن أبي هريرة قال: كان لبشير الصغير مقعد لا يكاد يخطئه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقده ثلاثة أيام، فلما عاد إلى مقعده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بشير لم أرك منذ ثلاثة أيام؟ " فقال: بأبي وأمي ابتعت بعيرا من فلان فمكث عندي، ثم شرد، فجئت به فدفعته إلى صاحبه فقبله مني، قال: " فكان شرط لك ذاك؟ "، قال:
لا، ولكن قبله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما علمت أن الشرود يرد منه ".
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست