الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ٦
التاريخ من صفحات أخرى تعلوها الظلال. وربما كان حادث مقتل (عثمان) الذي اصطلح على تسميته ب‍ " الفتنة " و " وقعة الجمل " أقتم تلك الصفحات.
لم لا؟ ومما لا خلاف فيه، أن هذا الحدث المروع كان نقطة تحول في تاريخ المسلمين، بل كان بداية الانهيار، لم تظهر آثاره مباشرة بحكم الاستمرار بتلك الدفعة القوية التي ولدها عهد صدر الإسلام السابق لذلك التاريخ.
بدأ الخلاف سياسيا وانتهى مذهبيا عقائديا، فانقسمت الأمة، وما زالت، إلى مذاهب شتى بأسها بينها شديد، تتبادل الطعون حتى التكفير ولا تتورع عن الاقتتال حتى الموت.
و مما يزيد تعقيد تلك القضية، أن جميع الناس، بمن فيهم المؤرخين والعلماء، لم يستطيعوا أن يجزموا بحقائق ما حصل وأسباب ما حدث. فالروايات كثيرة و كلها متضاربة، والرواة ليسوا بالمستوى المطلوب إذا ما وضعوا على مشرحة أهل (الجرح والتعديل)، لنأخذ رواياتهم كما نأخذ الحديث الصحيح.
لقد كانت الفتنة فرصة أحسن استغلالها أعداء الإسلام ليشنعوا على الإسلام و ينالوا من رواده الذين حملوا لواءه، ومسؤولية نشره مضحين بأرواحهم قبل أموالهم. كذلك وجد فيها " المذهبيون المتعصبون " معينا لا ينضب لاختلاق الروايات والأقاويل للنيل من صحابي على حساب آخر.
و كثيرا ما كنت أتساءل وأنا أبحث تفاصيل تلك الروايات المختلفة: أصحيح أن الصحابة كانوا على تلك الدرجة من السوء التي تصورها بعض تلك الروايات؟
وإذا صح ذلك، فكيف استطاعوا أن يبنوا ذلك التاريخ الذي شهد بمجده جميع المنصفين من مختلف الأمم والأجناس؟
هنا لا بد لي من التنويه برأي المرحوم الدكتور " يوسف العش " الذي لفت نظري لأول مرة في محاضراته التي كان يلقيها في جامعة دمشق، إلى أن معظم
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183