عون المعبود - العظيم آبادي - ج ١٣ - الصفحة ١٨٦
قال ابن القيم في الإغاثة: وتسمية الغناء بالصوت الأحمق والصوت الفاجر فهي تسمية الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. أخرج الترمذي من حديث ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال:
((خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه فوضعه في حجره ففاضت عيناه فقال عبد الرحمن أتبكي وأنت تنهى الناس؟ قال: إني لم أنه عن البكاء وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة)) الحديث قال الترمذي: حديث حسن.
فانظر إلى هذا النهي المؤكد تسمية الغناء صوتا أحمقا ولم يقتصر على ذلك حتى سماه مزامير الشيطان. وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على تسمية الغناء مزمور الشيطان.
قال ابن القيم رحمه الله: ومن مكائد عدو الله التي كاد بها هو قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء حتى كانت مزامير الشيطان أحب إليهم من آيات القرآن، وبلغ منهم أمله من الفسوق والعصيان ولم يزل أنصار الاسلام وطوائف الهدى يحذرون من هؤلاء واقتفاء سبيلهم والمشي على طريقتهم المخالفة لإجماع أئمة الدين كما ذكره الإمام أبو بكر الطرطوشي في خطبة كتابه تحريم السماع قال: أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال إذا اشترى جارية فوجدها مغنية فله أن يردها بالعيب وسئل عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة أيضا في المنع منه.
وأبو حنيفة أشد الأئمة قولا فيه ومذهبه فيه أغلظ المذاهب، قد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها المزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، بل قالوا التلذذ به كفر. هذا لفظهم. قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره.
وقال أبو يوسف في دار يسمع فيها صوت المعازف والملاهي أدخل فيها بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض.
وأما الشافعي فقال في كتاب القضاء: إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل، وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله، كالقاضي أبي الديب الطبري وابن الصباغ. قال الشيخ أبو إسحاق في التنبيه ولا تصح الإجازة على منفعة محرمة كالغناء والزمر وحمل الخمر ولم يذكر فيه خلافا.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب في الجهمية 3
2 باب في الرؤية 37
3 باب في الرد على الجهمية 41
4 باب في القران 43
5 باب ذكر البعث والصور 49
6 باب في الشفاعة 51
7 باب في خلق الجنة والنار 54
8 باب في الحوض 56
9 باب المسالة في القبر وعذاب القبر 61
10 باب في ذكر الميزان 69
11 باب في الدجال 71
12 باب في الخوارج 72
13 باب في قتال الخوارج 76
14 باب في قتال اللصوص 85
15 آخر كتاب السنة 85
16 باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم 89
17 باب في الوقار 93
18 باب من كظم غيظا 94
19 باب ما يقال عند الغضب 96
20 باب في التجاوز في الامر 98
21 باب في حسن العشرة 100
22 باب في الحياء 104
23 باب في حسن الخلق 107
24 باب في كراهية الرفعة الأمور 109
25 باب في كراهية التمادح 110
26 باب في الرفق 112
27 باب في شكرا المعروف 114
28 باب في الجلوس بالطرقات 115
29 باب في سعة المجلس 117
30 باب في الجلوس بين الشمس والظل 118
31 باب في التحلق 118
32 باب الجلوس وسط الحلقة 119
33 باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه 120
34 باب من يؤمر أن يجالس 122
35 باب في كراهية المراء 124
36 باب الهدى في الكلام 125
37 باب في الخطبة 127
38 باب في تنزيل الناس منازلهم 131
39 باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما 133
40 باب في جلوس الرجل 133
41 باب في الجلسة المكروهة 135
42 باب في السمر بعد العشاء 135
43 باب في في الرجل يجلس متربعا 136
44 باب في التناجي 136
45 باب إذا قام من مجلسه ثم رجع 137
46 باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله 138
47 باب في كفارة المجلس 139
48 باب في رفع الحديث من المجلس 141
49 باب في الحذر من الناس 142
50 باب في هدى الرجل 145
51 باب في الرجل يضع إحدى رجليه على الأخرى 146
52 باب في نقل الحديث 148
53 باب في القتات 149
54 باب في ذي الوجهين 150
55 باب الغيبة 151
56 باب الرجل يذب عن عرض أخيه 155
57 باب من ليست له غيبة 157
58 باب ما جاء في الرجل يحل الرجل قد اغتابه 158
59 باب في النهي عن التجسس 159
60 باب في الستر على المسلم 160
61 باب المؤاخاة 161
62 باب المستبان 162
63 باب في التواضع 163
64 باب في الانتصار 163
65 باب في النهي عن سب الموتى 165
66 باب في النهي عن البغي 166
67 باب في الحسد 167
68 باب في اللعن 171
69 باب فيمن دعا على من ظلمه 173
70 باب في هجرة الرجل أخاه 174
71 باب في الظن 177
72 باب في النصيحة والحياطة 177
73 باب في إصلاح ذات البين 178
74 باب في الغناء 180
75 باب كراهية الغناء والزمر 181
76 باب الحكم في المخنثين 188
77 باب اللعب بالبنات 190
78 باب في الأرجوحة 191
79 باب في النهي عن اللعب بالنرد 193
80 باب في اللعب بالحمام 194
81 باب في الرحمة 194
82 باب في النصيحة 196
83 باب في المعونة للمسلم 197
84 باب في تغيير الأسماء 198
85 باب في تغيير الاسم القبيح 201
86 باب في الألقاب 205
87 باب فيمن يتكنى بابي عيسى 206
88 باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بني 207
89 باب في الرجل يتكنى بابي القاسم 207
90 باب فيمن رأى ألا يجمع بينهما 208
91 باب في الرخصة في الجمع بينهما 211
92 باب في الرجل يتكنى وليس له ولد 212
93 باب في المرأة تكنى 212
94 باب في المعاريض 213
95 باب في زعموا 214
96 باب في الرجل يقول في خطبته أما بعد 215
97 باب في الكرم وحفظ المنطق 215
98 باب لا يقول المملوك ربي وربتي 218
99 باب لا يقال خبثت نفسي 221
100 باب 222
101 باب 222
102 باب في صلاة العتمة 224
103 باب فيما روي من الرخصة 226
104 باب التشديد في الكذب 227
105 باب في حسن الظن 229
106 باب في العدة 231
107 باب فيمن يتشبع بما لم يعط 232
108 باب ما جاء في المزاح 233
109 باب من يأخذ الشيء من مزاح 236
110 باب ما جاء في التشدق في الكلام 237
111 باب ما جاء في الشعر 239
112 باب في الرويا 245
113 باب في التناوب 251
114 باب في العاطس 252
115 باب كيف تشميت العاطس 253
116 باب كم مرة يشمت العاطس 255
117 باب كيف يشمت الذمي 257
118 باب فيمن يعطس ولا يحمد الله 258
119 أبواب النوم 259
120 باب في الرجل ينبطح على وجهه 259
121 باب في النوم على السطح 261
122 باب في النوم على طهارة 262
123 باب كيف يتوجه الرجل عند النوم 263
124 باب ما يقول عند النوم 264
125 باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل 270
126 باب في التسبيح عند النوم 271
127 باب ما يقول إذا أصبح 276
128 باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال 295
129 باب ما يقول إذا خرج من بيته 296
130 باب ما يقول الرجل إذا دخل بيته 297