تحفة الأحوذي - المباركفوري - ج ١ - الصفحة ٣٦٢
رجل بسهم فنزفه الدم فركع وسجد ومضى في صلاته والقصة طويلة محصلها أنه صلى الله عليه وسلم نزل بشعب فقال من يحرسنا الليلة فقام رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فباتا بفم الشعب فاقتسما الليل للحراسة فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي فجاء رجل من العدو فرأى الأنصاري فرماه بسهم فأصابه فنزعه واستمر في صلاته ثم رماه بثان فصنع كذلك ثم رماه بثالث فنزعه وركع وسجد وقضى صلاته ثم أيقظ رفيقه فلما رأى ما به من الدماء قال لم لا أنبهتني أول ما رمى قال كنا في سورة فأحببت أن لا أقطعها فظاهر هذا الحديث يدل على ما ذهب إليه أحمد وإسحاق ومن تبعهما فتفكر (وقال الشافعي يجب عليه الغسل وإن كان أقل من الدرهم) قال صاحب الهداية وقال زفر والشافعي لا تجوز قليل النجاسة وكثيرها سواء لأن النص الموجب للتطهير لم يفصل انتهى قال العيني في شرح البخاري قال ابن بطال حديث أسماء أصل عند العلماء في غسل النجاسات من الثياب ثم قال وهذا الحديث محمول عندهم على الدم الكثير لأن الله تعالى شرط في نجاسته أن يكون مسفوحا وهو كناية عن الكثير الجاري لأن الفقهاء اختلفوا في مقدار ما يتجاوز عنه من الدم فاعتبر الكوفيون فيه وفي النجاسات دون الدرهم في الفرق بين قليله وكثيره وقال مالك قليل الدم معفو ويغسل قليل سائر النجاسات وروى عن ابن وهب أن قليل دم الحيض ككثيره وكسائر الأنجاس بخلاف سائر الدماء والحجة في أن اليسير من دم الحيض كالكثير قوله صلى الله عليه وسلم لأسماء حتيه ثم أقرصيه حيث لم يفرق بين قليله وكثيره ولا سألها عن مقداره ولم يحد فيه مقدار الدرهم ولا دونه قال العيني حديث عائشة ما كان لأحدانا إلا ثوب واحد فيه تحيض فإن أصابه شئ من دم بلته بريقها ثم قصعته بريقها رواه أبو داود وأخرجه البخاري أيضا ولفظه قالت بريقها فقصعته يدل على الفرق بين القليل والكثير وقال البيهقي هذا في الدم اليسير الذي يكون معفوا عنه وأما الكثير منه فصح عنها أي عن عائشة أنها كانت تغسله فهذا حجة عليهم في عدم الفرق بين القليل والكثير من النجاسة وعلى الشافعي أيضا في قوله إن يسير الدم يغسل كسائر الأنجاس إلا دم البراغيث فإنه لا يمكن التحرز عنه وقد روي عن أبي هريرة أنه لا يرى بالقطرة والقطرتين بأسا في الصلاة وعصر ابن عمر بثرة فخرج منها دم فمسه بيده وصلى فالشافعية ليسوا بأكثر احتياطا من أبي هريرة وابن عمر ولا أكثر رواية منهما حتى خالفوهما حيث لم يفرقوا بين القليل والكثير على أن قليل الدم موضع ضرورة لأن الانسان لا يخلو في غالب حاله من بثرة ودمل أو برغوث فعفي عنه ولهذا حرم الله المسفوح منه فدل أن غيره ليس بمحرم انتهى كلام العيني
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الشارح 3
2 سند الشارح 7
3 افتتاح الشارح 9
4 أبواب الطهارة 17
5 باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور 17
6 باب ما جاء في فضل الطهور 23
7 باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور 31
8 باب ماذا يقول إذا دخل الخلاء 35
9 باب ما يقول إذا خرج من الخلاء 41
10 باب في النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول 44
11 باب ما جاء من الرخصة في ذلك 50
12 باب ما جاء في النهي عن البول قائما 55
13 باب الرخصة في ذلك 57
14 باب ما جاء في الاستتار عند الحاجة 60
15 باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين 64
16 باب الاستنجاء بالحجارة 66
17 باب ما جاء في الاستنجاء بالحجرين 68
18 باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به 74
19 باب ما جاء في الاستنجاء بالماء 76
20 باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب 78
21 باب ما جاء في كراهية البول في المغتسل 80
22 باب ما جاء في السواك 83
23 باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الاناء حتى يغسلها 89
24 باب ما جاء في التسمية عند الوضوء 92
25 باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق 97
26 باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد 100
27 باب ما جاء في تخليل اللحية 105
28 باب ما جاء في مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى المؤخرة 110
29 باب ما جاء أنه يبدأ بمؤخر الرأس 111
30 باب ما جاء أن مسح الرأس مرة 113
31 باب ما جاء أنه يأخذ لرأسه ماء جديدا 115
32 باب ما جاء في مسح الاذنين ظاهرهما وباطنهما 117
33 باب ما جاء أن الاذنين من الرأس 118
34 باب ما جاء في تخليل الأصابع 123
35 باب ما جاء ويل للأعقاب من النار 126
36 باب ما جاء في الوضوء مرة مرة 128
37 باب ما جاء في الوضوء مرتين مرتين 129
38 باب ما جاء في الوضوء ثلاثا ثلاثا 130
39 باب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثا 132
40 باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان 135
41 باب ما جاء في النضح بعد الوضوء 138
42 باب ما جاء في إسباغ الوضوء 141
43 باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء 143
44 باب ما جاء فيما يقال بعد الوضوء 148
45 باب في الوضوء بالمد 151
46 باب ما جاء في كراهية الاسراف في الوضوء بالماء 156
47 باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة 157
48 باب ما جاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد 161
49 باب ما جاء في وضوء الرجل والمرأة في إناء واحد 163
50 باب ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة 165
51 باب ما جاء في الرخصة في ذلك 166
52 باب ما جاء أن الماء لا ينجسه شئ 168
53 باب منه آخر 179
54 باب ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد 185
55 باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور 187
56 باب ما جاء في التشديد في البول 194
57 باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم 197
58 باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه 202
59 باب ما جاء في الوضوء من الريح 207
60 باب ما جاء في الوضوء من النوم 211
61 باب ما جاء في الوضوء مما غيرت النار 215
62 باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار 217
63 باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل 220
64 باب الوضوء من مس الذكر 227
65 باب ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر 230
66 باب ما جاء في ترك الوضوء من القبلة 237
67 باب ما جاء في الوضوء من القئ والرعاف 241
68 باب ما جاء في الوضوء من النبيذ 245
69 باب ما جاء في المضمضة من اللبن 249
70 باب في كراهة رد السلام غير متوضئ 250
71 باب ما جاء في سؤر الكلب 252
72 باب ما جاء في سؤر الهرة 259
73 باب في المسح على الخفين 264
74 باب ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم 266
75 باب ما جاء في المسح على الخفين أعلاه وأسفله 270
76 باب ما جاء في المسح على الخفين ظاهرهما 273
77 باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين 276
78 باب ما جاء في المسح على العمامة 289
79 باب ما جاء في الغسل من الجنابة 295
80 باب هل تنقض المرأة شعرها عند الغسل 300
81 باب ما جاء أن تحت كل شعرة جنابة 302
82 باب ما جاء في الوضوء بعد الغسل 304
83 باب ما جاء إذا التقى الختانان وجب الغسل 305
84 باب ما جاء أن الماء من الماء 308
85 باب ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بللا ولا يذكر احتلاما 311
86 باب ما جاء في المني والمذي 313
87 باب ما جاء في المذي يصيب الثوب 315
88 باب ما جاء في المني يصيب الثوب 317
89 باب غسل المني من الثوب 319
90 باب ما جاء في الجنب ينام قبل أن يغتسل 321
91 باب ما جاء في الوضوء للجنب إذا أراد أن ينام 323
92 باب ما جاء في مصافحة الجنب 324
93 باب ما جاء في المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل 326
94 باب ما جاء في الرجل يستدفئ بالمرأة بعد الغسل 327
95 باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء 328
96 باب ما جاء في المستحاضة 330
97 باب ما جاء في أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة 333
98 باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد 335
99 باب ما جاء في المستحاضة أنها تغتسل عند كل صلاة 343
100 باب ما جاء في الحائض أنها لا تقضي الصلاة 345
101 باب ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرءان القرآن 346
102 باب ما جاء في مباشرة الحائض 350
103 باب ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها 351
104 باب ما جاء في الحائض تتناول الشئ من المسجد 353
105 باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض 355
106 باب ما جاء في الكفارة في ذلك 356
107 باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب 360
108 باب ما جاء في كم تمكث النفساء 363
109 باب ما جاء في الرجل يطوف على نسائه بغسل واحد 366
110 باب ما جاء في الجنب إذا أراد أن يعود توضأ 368
111 باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء 369
112 باب ما جاء في الوضوء من الموطئ 371
113 باب ما جاء في التيمم 374
114 باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا 385
115 باب ما جاء في البول يصيب الأرض 388
116 أبواب الصلاة 394
117 باب ما جاء في مواقيت الصلاة 394
118 باب منه 398
119 باب منه 400
120 باب ما جاء في التغليس بالفجر 401
121 باب ما جاء في الاسفار بالفجر 406
122 باب ما جاء في التعجيل بالظهر 410
123 باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر 414
124 باب ما جاء في تعجيل العصر 418
125 باب ما جاء تأخير صلاة العصر 424
126 باب ما جاء في وقت المغرب 427
127 باب ما جاء في وقت صلاة العشاء الآخرة 429
128 باب في تأخير صلاة العشاء 432
129 باب ما جاء في كراهية النوم قبل العشاء والسمر بعدها 433
130 باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء 436
131 باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل 438
132 باب ما جاء في السهو عن وقت صلاة العصر 444
133 باب ما جاء في تعجيل الصلاة إذا أخرها الامام 446
134 باب ما جاء في النوم عن الصلاة 448
135 باب ما جاء في الرجل ينسى الصلاة 450
136 باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيهن يبدأ 451
137 باب ما جاء في الصلاة الوسطى إنها العصر وقيل إنها الظهر 455
138 باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الفجر 459
139 باب ما جاء في الصلاة بعد العصر 462
140 باب ما جاء في الصلاة قبل المغرب 466
141 باب ما جاء فيمن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس 472
142 باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر 475
143 باب ما جاء في بدء الاذان 480
144 باب ما جاء في الترجيع في الاذان 484
145 باب ما جاء في إفراد الإقامة 490
146 باب ما جاء في أن الإقامة مثنى مثنى 494
147 باب ما جاء في الترسل في الاذان 500
148 باب ما جاء في إدخال الإصبع في الاذن عند الاذان 502
149 باب ما جاء في التثويب في الفجر 505
150 باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم 508
151 باب ما جاء في كراهية الاذان بغير وضوء 510
152 باب ما جاء أن الامام أحق بالإقامة 512
153 باب ما جاء في الاذان بالليل 514
154 باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الاذان 517
155 باب ما جاء في الاذان في السفر 519
156 باب ما جاء في فضل الاذان 521
157 باب ما جاء أن الامام ضامن والمؤذن مؤتمن 523
158 باب ما جاء في ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن 525
159 باب ما جاء في كراهية أن يأخذ المؤذن على الاذان أجرا 527
160 باب ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء 529
161 باب منه آخر 530
162 باب ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الاذان والإقامة 532
163 باب ما جاء كم فرض الله على عباده من الصلوات 533
164 باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس 535
165 باب ما جاء في فضل الجماعة 536
166 باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب 538