شرح سنن النسائي - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٥
أي ضيقت ما وسعه الله وخصصت به نفسك دون غيرك وإن منا رجالا يتطيرون قال ذاك شئ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال النووي قال العلماء معناه أن الطيرة شئ تجدونه في نفوسكم ضرورة ولا عتب عليكم في ذلك فإنه غير مكتسب لكم فلا تكليف به ولكن لا تمتنعوا بسببه عن التصرف في أموركم فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم فيقع به التكليف فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطيرة والامتناع عن تصرفاتهم بسببها قال وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطير والطيرة وهو محمول على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه عندهم ورجال منا يأتون الكهان قال فلا تأتوهم قال النووي قال العلماء إنما نهى عن اتيان الكهان لأنهم قد يتكلمون في مغيبات قد يصادف بعضها الإصابة فيخاف الفتنة على الانسان بسبب ذلك ولأنهم يلبسون على الناس كثيرا من الشرائع وقال الخطابي كان في العرب كهنة يدعون أنهم يعرفون كثيرا من الأمور فمنهم من يزعم أنه له رئيا من الجن يلقي إليه الاخبار ومنهم من يدعى استدراك ذلك بفهم أعطيه ومنهم من يسمى عرافا وهو الذي يزعم معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها لمعرفة من سرق الشئ الفلاني ومعرفة من يتهم به المرأة ونحو
(١٥)
مفاتيح البحث: اللبس (1)، النهي (1)، السرقة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 8 10 13 14 15 16 17 18 20 21 ... » »»