عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٢
اليمين الراوي عن أبي هريرة.
والحديث مر في أول كتاب الأدب.
قوله: فرغ منه أي: أتم خلقه وهو تعالى لا يشغله شأن عن شأن. وقال النووي، رحمه الله: الرحم التي توصل وتقطع إنما هي معنى من المعاني لا يأتي منها الكلام إذ هي قرابة تجمعها رحم واحدة فيتصل بعضها ببعض، فالمراد تعظيم شأنها وفضيلة واصلها وتأثيم قاطعها على عادة العرب في استعمال الاستعارات. قوله: مه أما كلمة ردع وزجر وإما للاستفهام، فتقلب الألف هاء. قوله: هذا مقام العائذ أي المعتصم الملتجىء المستجير بك من قطع الأرحام. وقال الكرماني: قال بعضهم: فإن قيل: الفاء في: فقال، يوجب كون قول الله عقيب قول الرحم، فيكون حادثا. قلت: لما دل الدليل على قدمه وجب حمله على معنى إفهامه إياها، أو على قول ملك أمور يقول لها: قال، وقول الرحم: مه؟ ومعناه الزجر مال توجهه فوجب توجهه إلى من عاذت الرحم بالله من قطعه إياها، ثم قال الكرماني: أقول: منشأ الكلام الأول قلة عقله، ومنشأ الثاني فساد نقله.
7503 حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن صالح عن عبيد الله، عن زيد بن خالد قال: مطر النبي فقال: قال الله أصبح: من عبادي كافر بي ومؤمن بي مطابقته للترجمة في قوله: قال الله وسفيان هو ابن عيينة، وصالح هو ابن كيسان، وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة، وزيد بن خالد الجهني.
والحديث طرف من حديث طويل مضى في الاستسقاء.
قوله: مطر النبي بضم الميم أي: وقع المطر بدعائه، قد ذكرنا أن مطر في الرحمة وأمطر في العذاب. وقال الهروي: العرب تقول: مطرت السماء وأمطرت، يعني: بمعنى واحد. قوله: أصبح من عبادي بينه في الحديث الآخر قال: فمن قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا، فهو مؤمن بالكوكب كافر بي.
7504 حدثنا إسماعيل، حدثني مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه مطابقته للترجمة في قوله: قال الله ورجاله قد ذكروا عن قريب.
والحديث مضى في كتاب الرقاق في: باب من أحب لقاء الله.
قوله: لقائي أي: الموت.
7505 حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: أنا عند ظن عبدي بي انظر الحديث 7405 وطرفه مطابقته للترجمة في قوله: قال الله وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأبو الزناد عبد الله، والأعرج عبد الرحمن.
والحديث مضى في أوائل التوحيد في: باب * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذالك فليس من الله في شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير * قل إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما فى السماوات وما فى الارض والله على كل شىء قدير * يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سو 1764; ء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) * أي: إن كان مستظهر برحمتي وفضلي فارحمه بالفضل.
7506 حدثنا إسماعيل، حدثني مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل لم يعمل خيرا قط، فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك وأنت أعلم، فغفر له انظر الحديث 3481 مطابقته للترجمة في قوله: ثم قال: لم فعلت؟
وإسماعيل هو ابن أبي أويس.
والحديث مضى في بني إسرائيل وفي الرقاق.
قوله: قال رجل هو كان نباشا في بني إسرائيل. قوله: فإذا مات فيه التفات ومقتضى الكلام أن يقال: فإذا مت. قوله: وأنت أعلم جملة حالية أو معترضة. قوله: فغفر له قيل: إن كان مؤمنا فلم شك في قدرة الله، وإن كان كافرا فكيف غفر له؟ وأجيب: بأنه كان مؤمنا بدليل الخشية، ومعنى: قدر، مخففا ومشددا: حكم وقضى أو ضيق. كقوله تعالى: * (أيحسب أن لن
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»