عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٥٩
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولاكن لا غنى بي عن بركتك انظر الحديث 279 وطرفه مطابقته للترجمة في قوله: فناداه ربه: يا أيوب ومعمر بفتح الميمين ابن راشد، وهمام بتشديد الميم ابن منبه.
والحديث مضى في كتاب الطهارة في: باب من اغتسل عريانا.
قوله: رجل جراد بكسر الراء وسكون الجيم جماعة كثيرة منه كالجماعة الكثيرة من الناس. قوله: فناداه ربه أي: قال الله له. قوله: أغنيتك من الإغناء.
7494 حدثنا إسماعيل، حدثني مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
انظر الحديث 1145 وطرفه مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: فيقول وإسماعيل بن أبي أويس، وأبو عبد الله الأغر بفتح الغين المعجمة وتشديد الراء واسمه سلمان الجهني المدني.
والحديث مضى في كتاب التهجد في: باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل.
ولم يزل من النزول كذا في رواية أبي ذر عن المستملي والسرخسي، وفي رواية الأكثرين: يتنزل من باب التفعل، وهذا من باب المتشابهات والأمر فيها قد علم أنه إما التفويض وإما التأويل بنزول ملك الرحمة، ومن القائلين في إثبات هذا وإنه لا يقبل التأويل أبو إسماعيل الهروي، وأورد هذا الحديث من طرق كثيرة في كتابه الفاروق مثل حديث عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة بلفظ: إذا ذهب ثلث الليل.... فذكر الحديث وزاد: فلا يزال بها حتى يطلع الفجر، فيقول: هل من داع فيستجاب له؟ أخرجه النسائي وابن خزيمة في صحيحه وحديث ابن مسعود وفيه: فإذا طلع الفجر صعد إلى العرش أخرجه ابن خزيمة. وأخرجه أبو إسماعيل من طريق أخرى عن ابن مسعود، قال: جاء رجل من بني سليم إلى رسول الله فقال: علمني... فذكر الحديث وفيه: فإذا انفجر الفجر صعد ومن حديث عبادة بن الصامت، وفي آخره: ثم يعلو ربنا على كرسيه ومن حديث جابر وفيه: ثم يعلو ربنا إلى السماء العليا، إلى كرسيه ومن حديث أبي الخطاب أنه سأل النبي عن الوتر، فذكر الحديث وفي آخره: حتى إذا طلع الفجر ارتفع قال بعضهم: هذه الطرق كلها ضعيفة. قلت: ألم يعلم هو أن الحديث إذا روي من طرق كثيرة ضعيفة تشتد فيشد بعضها بعضا؟ وليس في هذا الباب. وأمثاله إلا التسليم والتفويض إلى ما أراد الله من ذلك، فإن الأخذ بظاهره يؤدي إلى التجسيم، وتأويله يؤدي إلى التعطيل، والسلامة في السكوت والتفويض.
فيه: التحريض على قيام آخر الليل. قال تعالى: * (الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار) * ومن جهة العقل أيضا هو وقت صفاء النفس لخفة المعدة لانهضام الطعام وانحداره عن المعدة وزوال كلال الحواس وضعف القوي وفقدان المشوشات وسكون الأصوات ونحو ذلك.
7495 حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد أن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحن الآخرون السابقون يوم القيامة وبهاذا الإسناد: قال الله: أنفق أنفق عليك ا مطابقته للترجمة في قوله: قال الله وهو من الأحاديث القدسية.
وأبو اليمان الحكم بن نافع يروي عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
قوله: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة من حديث مستقل.
وقوله: أنفق أنفق عليك حديث آخر مستقل، وقد سبق مرارا مثله وهو إما أنه سمعه من رسول الله مع الذي بعده في سياق واحد فنقله كما سمعه، أو سمع الراوي من أبي هريرة كذلك فرواه كما سمعه، وقيل: كان
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»