عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٣٦
إبراهيم وفي الوليمة عن عمرو بن علي. وأخرجه ابن ماجة في الأطعمة عن محمد بن بشار.
قوله: (على سكرجة) بضم السين والكاف والراء المشددة بعدها جيم مفتوحة. قال عياض كذا قيدناه، ونقل عن ابن مكي أنه صوب فتح الراء وكذا قال التوريشتي، وزاد أنه فارسي معرب والراء في الأصل مفتوحة، ولا حجة في ذلك لأن الاسم الأعجمي إذا نطقت به العرب لم تبقه على أصله غالبا. قال ابن الجوزي: عن شيخه أبي منصور الجواليقي أنه قال بفتح الراء، قال: وكان بعض أهل اللغة يقول: اسكرجة، بالألف وفتح الراء وهي فارسية معربة. وترجمها معرب الحل، وقد تكلمت به العرب، وقال أبو علي: فإن حقرت يعني فإن صغرت حذفت الجيم والراء قلت: أسيكرة. وإن عوضت عن المحذوف تقول: أسيكيرة، وزعم سيبويه أن تصغير الخماسي مستكره، وقال ابن مكي: وهي قصاع صغار يؤكل فيها. ومنها كبيرة وصغيرة، فالكبيرة تحمل قدر ست أواق، وقيل: ما بين ثلثي أوقية إلى أوقية، ومعنى ذلك أن العجم كانت تستعملها في الكواميخ وما أشبهها من الجوار شنات حول الموائد للتشهي والهضم، وقال الداودي: هي قصعة صغيرة مدهونة، وقال ابن قرقول:
رأيت لغيره أنها قصعة ذات قوائم من عود كمائدة صغيرة. قوله: فقيل: لقتادة القائل هو الراوي. قوله: (فعلى)، ما كذا هو في رواية الكشميهني بالألف وفي رواية غيره: فعلى م، بغير الألف. قوله: (كانوا يأكلون)، إنما عدل عن قوله: (فعلى ما كان يأكل) إلى قوله: (كانوا يأكلون) بالجمع إشارة إلى أن ذلك لم يكن مختصا بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل كان أصحابه يقتفون أثره ويقتدون بفعله ويراعون سنته. قوله: (على السفر) جمع سفرة، وقد مر تفسيرها.
5387 حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني حميد أنه سمع أنسا يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم يبني بصفية فدعوت المسلمين إلى وليمته أمر بالأنطاع فبسطت فألقي عليها التمر والأقط والسمن.
وقال عمر عن أنس: بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وابن أبي مريم هو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم المصري، وحديثه قد مضى في غزوة خيبر مطولا عنه أيضا أي: عن ابن أبي مريم.
قوله: (وقال عمرو)، وهو عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس، رضي الله تعالى عنه، ومضى حديثه في المغازي مطولا. قوله: (حيسا) بفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالسين المهملة، وهو الخلط من التمر والسمن ونحوه. قوله: (في نطع) بسكون الطاء وفتحها وكسر النون وفتحها.
5388 حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه وعن وهب بن كيسان قال: كان أهل الشأم يعيرون ابن الزبير يقولون: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني! إنهم يعيرونك بالنطاقين؟ هل تدري ما كان النطاقان؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأحدهما وجعلت في سفرته آخر، قال: فكان أهل الشأم إذا عيروه بالنطاقين يقول: إيها والإلهكان أهل الشأم يعيرون ابن الزبير يقولون: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني! إنهم يعيرونك بالنطاقين؟ هل تدري ما كان النطاقان؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأحدهما وجعلت في سفرته آخر، قال: فكان أهل الشأم إذا عيروه بالنطاقين يقول: إيها والإله * تلك شكاة ظاهر عنك عارها *.
مطابقته للترجمة في قوله: (وجعلت في سقرته) ومحمد هو ابن سلام وأبو معاوية هو محمد بن خازم بالمعجمتين الضرير، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير ويروي أيضا عن وهب بن كيسان وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية فقال فيه عن هشام عن وهب بن كيسان فقط وأصل الحديث مضى في: باب الهجرة إلى المدينة عن عبد الله بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه، وعن فاطمة عن أسماء صنعت سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم الخ.
قوله: (كان أهل الشام) المراد به عسكر الحجاج بن يوسف حيث كانوا يقاتلون عبد الله بن الزبير على مكة، وهم من قبل عبد الملك بن مروان والمراد عسكر الحصين بن نمير الذين قاتلوه قبل ذلك من قبل يزيد بن معاوية عليه ما يستحق. قوله: (يعيرون) بالعين المهملة أي: يعيبون عبد الله بن الزبير. قوله: (فقالت له أسماء) أي: قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق لابنها عبد الله بن الزبير،
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»