عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢١٩
12 ((باب إذا عاد مريضا فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة)) أي: هذا باب فيه إذا عاد ناس مريضا. قوله: (فحصرت الصلاة فصلى) أي: المريض. بهم أي بمن عاده من الناس.
5658 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحياى حدثنا هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه ناس يعودونه في مرضه، فصلى بهم جالسا فجعلوا يصلون قياما، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما فرغ قال: إن الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا.
مطابقته للترجمة ظاهرة. و يحيى هو ابن سعيد القطان، و هشام هو ابن عروة.
والحديث مر في كتاب الصلاة في: باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (قياما) القيام جمع قائم أو هو مصدر بمعنى: قائمين. قوله: (ليؤتم به) على صيغة بناء المجهول وهو بكسر اللام أبي: لأن يؤتم به وقال الكرماني: وبفتحها أيضا، قلت: إن صحت الرواية بذلك فتكون اللازم للتأكيد ويؤتم يكون مرفوعا. قوله: (وإذا رفع) أي: رأسه فارفعوا أي: رؤوسكم وإن صلى جالسا أي: وإن صلى الإمام حال كونه جالسا لعذر فصلوا جلوسا أي: جالسين.
* (قال أبو عبد الله: قال الحميدي: هذا الحديث منسوخ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، آخر ما صلى صلى قاعدا والناس خلفه قيام) *.
أبو عبد الله هو البخاري نفسه. والحميدي قد مر غير مرة، وهو عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبد الله بن حميد، والحميدي نسبة إلى بطن من قريش يقال له: حميد بن زهير، ووجه النسخ وباقي المسألة من الخلاف قد ذكرناه في: باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وبالذي قاله الحميدي. قال أبو حنيفة والشافعي، والمنسوخ منه قعودهم معه فقط، وأخذ أحمد وإسحاق بظاهره وأن الإمام إذا صلى جالسا تابعوه فيه، وحمل ابن القاسم حديث الباب على أنه كان نافلة وهو غلط.
13 ((باب وضع اليد على المريض)) أي: هذا باب في بيان وضع عائد المريض يده عليه للتأنيس له ولمعرفة مرضه، ويدعو له على حسب ما يبدو منه، وربما يرقيه بيده ويمسح على ألمه فينتفع به العليل خصوصا إذا كان العائد صالحا يتبرك بيده ودعائه، كما كان صلى الله عليه وسلم يفعله، وذلك من حسن الأدب واللطف بالعليل، وقد يكون واضع يده عارفا بالعلاج فيصف له بما يناسبه.
5659 حدثنا المكي بن إبرااهيم أخبرنا الجعيد عن عائشة بنت سعد أن أباها قال: تشكيت بمكة شكواى شديدة، فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقلت: يا نبي الله إني أترك مالا وإني لم أترك إلا ابنة واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ فقال: لا. فقلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف؟ قال: لا. قلت: فأوصي بالثلث واترك لها الثلثين؟ قال: الثلث والثلث كثير، ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم قال: أللهم اشف سعدا وأتمم له هجرته، فمازلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلي حتى الساعة.
مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: (ثم وضع يده على جبهته ثم مسح يده على وجهي وبطني).
و المكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد البرجمي التميمي الحنظلي البلخي، مات سنة خمس عشرة ومائتين، و الجعيد بضم الجيم وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالدال المهلمة ابن عبد الرحمن الكندي، ويقال: الجعد، مكبرا، أو عائشة بنت سعد بن أبي وقاص رضي الله
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»