عمدة القاري - العيني - ج ٢٠ - الصفحة ٢١١
المستغرقة ظاهرها وباطنها الممتزجة بروحها وإنما عبرت عن الترك بالهجران لتدل به بن علي أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار لها فيه قال الشاعر * إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل * وقال المهلب قولها ما أهجر إلا اسمك يدل بن علي أن الاسم من المخلوقين غير المسمى ولو كان عين المسمى وهجرت اسمه لهجرته بعينه ويدل بن علي ذلك أن من قال أكلت اسم العسل لا يفهم منه أنه أكل العسل وإذا قلت لقيت اسم زيد لا يدل بن علي أنه لقي زيدا وإنما الاسم هو المسمى في الله عز وجل وحده لا فيما سواه من المخلوقين لمباينته عز وجل وأسمائه وصفاته حكم أسماء المخلوقين وصفاتهم انتهى والتحقيق في هذه المسألة أن قولهم الاسم هو المسمى بن علي معان ثلاثة. الأول ما يجري مجرى المجاز والثاني ما يجري مجرى الحقيقة. والثالث ما يجري مجرى المعنى فالأول نحو قولك رأيت جملا يتصور من هذا الاسم في نفس السامع ما يتصور من المسمى الواقع تحته لو شاهده فلما ناب الاسم من هذا الوجه مناب المسمى في التصور وكان التصور في كل واحد منهما شيئا واحدا صح أن يقال أن الاسم هو المسمى بن علي ضرب من التأويل وإن كنا لا نشك في أن العبارة غير المعبر عنه والثاني أكثر ما يتبين في الأسماء التي تشتق للمسمى من معان موجودة فيه قائمة به كقولنا لمن وجدت منه الحياة حي ولمن وجدت منه الحركة متحرك فالاسم في هذا النوع لازم للمسمى يرتفع بارتفاعه ويوجد بوجوده الثالث العرب تذهب بالاسم إلى المعنى الواقع تحت التسمية فيقولون هذا مسمى زيد أي اسم هذا المسمى بهذه اللفظة التي هي الزاي والياء والدال ويقولون في المعنى هذا اسم زيد فيجعلون الاسم والمسمى في هذا الباب مترادفين بن علي المعنى الواقع تحت التسمية كما جعلوا الاسم والتسمية مترادفين بن علي العبارة 9225 حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام، قال: أخبرني أبي عن عائشة أنها قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها، وقد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأحمد بن أبي رجاء ضد الخوف واسم أبي رجاء عبد الله بن أيوب الحنفي الهروي، والنضر، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة: هو ابن شميل، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين.
والحديث قد مر بطرق كثيرة في: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (من قصب) وهو أنابيب من جوهر.
901 ((باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف)) أي: هذا باب في بيان ذب الرجل بالذال المعجمة، أي: دفعه بن علي ابنته الغيرة، وفي بيان الانصاف لها، والإنصاف من أنصف إذا عدل، يقال: أنصفه من نفسه وانتصفت أنا منه وتناصفوا أي: أنصف بعضهم بعضا من نفسه.
0325 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو على المنبر: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه الإخبار عن ذب النبي صلى الله عليه وسلم، عن ابنته فاطمة، رضي الله تعالى عنها، في الغيرة والإنصاف لها.
وابن أبي مليكة وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة اسم أبي مليكة زهير بن عبد الله التيمي الأحول المكي القاضي بن علي عهد ابن الزبير، والمسور كسر الميم وسكون السين المهملة: ابن مخرمة، بفتح الميمين وسكون الخاء
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»