عمدة القاري - العيني - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٨
أبو بكر بعد ذالك بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
(انظر الحديث 1513) مطابقته للترجمة في قوله: (وذكرت الزبير وغيرته) وفي قوله: (وعرفت غيرتك).
ومحمود هو ابن غيلان بالغين المعجمة المروزي وأبو أسامة هو حماد بن أسامة، وهشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.
والحديث أخرجه البخاري في الخمس مقتصرا بن علي قصة النوى. وأخرجه مسلم في النكاح عن إسحاق بن إبراهيم وفي الاستئذان عن أبي كريب. وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي.
قوله: (الزبير) هو ابن العوام. قوله: (من مال) والمال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة. ثم أطلق بن علي كل ما يقتنى ويملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق المال عند العرب بن علي الإبل لأنها كانت أكثر أموالهم، والظاهر أن المراد بالمال هنا الإبل لأنها أعز أموال العرب. قوله: (ولا مملوك) عطف خاص بن علي عام، والمراد به العبيد والإماء. قوله: (ولا شيء) عطف عام بن علي خاص وهو يشمل كل ما يتملك ويتمول، لكن أرادت إخراج ما لا بد منه من مسكن وملبس ومطعم ونحوها من الضروريات، ولهذا استثنت منه الناضح وهو الجمل الذي يستقي عليه. فإن قلت: الأرض التي أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم، للزبير رضي الله تعالى عنه من أعز الأموال وأفخرها. قلت: لم تكن مملوكة له ولا يملك رقبتها، وإنما ملك منفعتها فلذلك لم تستثنها أسماء، رضي الله تعالى عنه. قوله: (فكنت أعلف فرسه) وزاد مسلم في رواية أبي كريب عن أبي أسامة: وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى وأرضخه وأعلفه، ولمسلم أيضا من طريق ابن أبي مليكة عن أسماء: كنت أخدم الزبير خدمة البيت، وكان له فرس وكنت أسوسه فلم يكن في خدمته شيء أشد علي من سياسة الفرس، كنت أحتش له فأقوم عليه. قوله: (وأستقي الماء) وفي رواية السرخسي: وأسقي، بغير التاء المثناة من فوق وهو بن علي حذف المفعول أي: وأسقي الفرس أو الناضح الماء وأستقي الذي هو من باب الافتعال أشمل وأكثر فائدة. قوله: (وأخرز) بخاء معجمة وراء ثم زاي من الخرز وهو الخياطة في الجلود ونحوها. قوله: (غربه) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وبالباء الموحدة وهو الولد الكبير. قوله: (ولم أكن أحسن) بضم الهمزة و (أخبز) بفتح الهمزة والمعنى: ولم أحسن أن أخبز الخبز قوله: (وكان تخبز جارات لي) وهو جمع جارة، في رواية مسلم: وكان يخبز لي. قوله: (وكن) أي: الجارات (نسوة صدق) بالإضافة والصفة، والصدق بمعنى الصلاح والجودة أرادت كن نساء صالحات في حسن العشرة والوفاء بالعهد ورعاية حق الجوار. قوله: (وكنت أنقل النوى من أرض الزبير) وكانت هذه الأرض مما أفاء الله تعالى بن علي رسوله من أموال بني النضير وكان النبي صلى الله عليه وسلم، أقطعه إياها وكان ذلك في أوائل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة. قوله: (وهي مني) أي: الأرض المذكورة من مكان سكناي (بن علي ثلثي فرسخ) والفرسخ ثلاثة أميال كل ميل أربعة آلاف خطوة. قوله: (والنوى)، الواو فيه للحال. قوله: (إخ إخ) بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة وهي كلمة تقال عند إناخة البعير، وقال الزمخشري: نخ، مشددة ومخففة صوت إناخته، وهخ واخ مثله. قوله: (ليحملني خلفه) أرادت به الارتداف، وإنما عرض عليها الركوب لأنها ذات محرم منه، لأن عائشة عنده، صلى الله تعالى عليه وسلم، وهي أختها أو كان ذلك قبل الحجاب كما فعل بأم صبية الجهنية. قوله: (فاستحييت)، بياءين بن علي الأصل، لأن الأصل حي وفي لغة: استحيت، بياء واحدة، يقال: استحى واستحيى. قوله: (قال: والله لحملك النوى) أي: قال الزبير لأسماء: والله لحملك النوى، اللام فيه للتأكيد، وحملك مصدر مضاف إلى فاعله، والنوى مفعوله (كان أشد علي) خبر المبتدأ أعني: قوله: (لحملك) فإنه مبتدأ. قوله: (كان أشد علي من ركوبك معه) كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية السرخسي: كان أشد عليك وليس هذه اللفظة. وفي رواية مسلم، ووجه قول الزبير هذا أنه لا عار في الركوب مع النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف حمل النوى فإنه يتوهم منه الناس خسة النفس ودناءة الهمة، وقلة التمييز، وأما عدم العار في الركوب مع صلى الله عليه وسلم فلما ذكرنا عن قريب، وأما وجه صبره بن علي ذلك وسكوت زوجها وأبيها بن علي ذلك فلكونها مشغولين بالجهاد وغيره، وكانا لا يتفرغان للقيام بأمور البيت ولضيق ما بأيديهما عن استخدام من يقوم بذلك. قوله: (حتى أرسل إلي) بتشديد الياء، (وأبو بكر) فاعل أرسل. قوله: (بخادم يكفيني) إلى آخره، وفي رواية لابن أبي مليكة عند مسلم: جاء النبي صلى الله عليه وسلم سبي فأعطاه خادما، والتوفيق بينهما بأن السبي لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا بكر منه خادما ليرسله إلى بنته أسماء، فصدق
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»